Follow @twitterapi
الرد على الحجري في طعنه في روايات الرؤية والدفاع عن رواية قيس بن أبي حازم

الموضوع : الرد على الحجري في طعنه في روايات الرؤية والدفاع عن رواية قيس بن أبي حازم

القسم : ردود على كتابات إباضية معاصرة |   الزوار  : 16420

 

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم كان على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين.
(الرد على الزنادقة والجهمية ج1/ص6)


ولا زلنا في هذه الحلقات نسير في الرد على الإباضي علي الحجري صاحب كتاب "الميزان القسط" وقد بينا في حلقات سابقة جهل هذا الرجل في علم العلل خاصة وعلم الحديث عامه ، والأعظم من هذا والأمر خياناته العلمية ، وكذباته الجلية ، وقد قال سبحانه وتعالى :" إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" [النحل : 105]

وقد قال صلى الله عليه وسلم : ".. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " صحيح مسلم (ج4/ص2013)

وفي هذه الحلقة سوف أقوم بالرد على الإباضي في طعنه في الإمام التابعي المخضرم أجود التابعين ، الذي نال شرف الرواية عن العشرة المبشرين بالجنة قيس بن أبي حازم البجلي الأحمسي فقد قال الإباضي في كتابه الميزان القسط ص268 (هذه الرواية لا يصح الاحتجاج بها وذلك بسب قيس بن أبي حازم الذي اختلط وخرف في آخر عمره.

فقد قال ابن حجر: " ... وثقه جماعة وقال يحيى بن أبي عتبة عن إسماعيل بن أبي خالد قال كبر قيس حتى جاوز المائة بسنتين كبر وخرف "


وقال المزي: " وقال يحيى بن أبي غنية: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: كبر قيس بن أبي حازم حتى جاز المائة بسنين كثيرة حتى خرف وذهب عقله. قال: فاشتروا له جارية سوداء أعجمية، قال: وجُعِلَ في عنقها قلائد من عهن وودع وأجراس من نحاس، قال: فجعلت معه في منزله وأغلق عليه باب، قال: فكنا نطلع إليه من وراء الباب وهو معها، قال: فيأخذ تلك القلائد فيحركها بيده ويعجب منها، ويضحك في وجهها "


وقال الذهبي: " ... وثقه يحيى بن معين وغيره وقال ابن المديني: قال لي يحيى بن سعيد: هو منكر الحديث".


وقد بين علماء الحديث حكم رواية من اختلط وتغير عقله:

قال ابن الصلاح: " معرفة من خرف آخر عمره من الثقات ... فمنهم من خلط لاختلاطه وخرفه ومنهم من خلط لذهاب بصره أو لغير ذلك.


والحكم فيهم أنه يقبل حديث من أخذ عنهم قبل الاختلاط ولا يقبل حديث من أخذ عنهم بعد الاختلاط أو أشكل أمره فلم يدر هل أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده. ".


وقال ابن كثير: " في معرفة من اختلط في آخر عمره --- إما لخوف أو ضرر أو مرض أو عرض: كعبد الله بن لهيعة، لما ذهبت كتبه اختلط في عقله، فمن سمع من هؤلاء قبل اختلاطهم قبلت روايتهم، ومن سمع بعد ذلك أو شك في ذلك لم تقبل".


وقال أبو لبابة: " ... وحكم مرويات المختلطين في أواخر أعمارهم: القبول قبل الاختلاط والرد بعد الاختلاط فمن شك من الرواة عنهم في حديث ما أنه أخذه عنهم قبل الاختلاط أو بعده؟ رد حديثه.



وهذه الرواية - وبعد تطبيق هذا الحكم عليها – ترد ولا تقبل، لأن الذين رووا عن قيس بن أبي حازم لم يُذكر أنهم أخذوها عنه قبل الاختلاط أو بعده.)

قلت الرد سيكون على الإباضي في أمور الأول : كلام الذهبي في قيس بن أبي حازم الذي حرفه الإباضي ، الثاني : اختلاطه وتحقيق القول فيه ، الثالث : مكانته وثقته عند المحدثين

ونبدأ بالأول في تحريف الإباضي لكلام الذهبي حيث ذكر الإباضي أن الذهبي قال (وقال الذهبي: " ... وثقه يحيى بن معين وغيره وقال ابن المديني: قال لي يحيى بن سعيد: هو منكر الحديث")

قلت : قد خان هذا الإباضي في النقل كما هي عادته ، فمن أراد أن يعرف كلام أهل العلم كالذهبي أو غيره في رجل من الرجال فلينظر إلى جميع الكتب التي ترجم فيها لهذا الرجل ، ويخرج بنتيجة صحيحة أو ينقل أقوال أهل العلم كما هي ، ولكن هذا الإباضي صاحب هوى فقد حرّف كلام الذهبي في قيس بن أبي حازم فنقل ما يروق له لكي يوظفه لخدمنة منهجه البدعي كالذي يقول "ويل للمصلين " ويقف ولا يكمل الآية ،وقد نقل الإباضي كلام الذهبي الذي نقله عن القطان حيث قال الإباضي : (وثقه يحيى بن معين وغيره وقال بن المديني قال لي يحيى بن سعيد هو منكر الحديث) انتهى كلام الإباضي في النقل.

قلت : هذا بتر لكلام الذهبي الذي نقله الإباضي ولنرجع إلى كلام الذهبي من مصدره حيث قال تذكرة الحفاظ (ج1/ص61) : "وثقه يحيى بن معين وغيره وقال بن المديني قال لي يحيى بن سعيد هو منكر الحديث [ثم ذكر له حديث كلاب الحوأب قلت حديثه محتج به في كل دواوين الإسلام توفي سنة سبع وتسعين وقيل سنة ثمان رحمه الله تعالى]".

أنظر بارك الله فيك إلى الكلام المهم الذي بين المعكوفتين سطا عليه الإباضي كعادته و حذفه من كلام الذهبي!

هذا من جهة ، ومن جة أخرى قد أغفل الإباضي كلام الذهبي العظيم في قيس بن أبي حازم الذي ذكره في كتبه الأخرى كميزان الاعتدال ، وسير أعلام النبلاء ، وغيرهما ، فالباحث الصادق إذا أراد أن يذكر قول مثل الذهبي في رجل فعليه أن يبحث في كل كتب الذهبي لا أن يستخدم أسلوب (أنقل ما يخدم مذهبي!)

وقد قال الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال (ج5/ص476) :" قيس بن أبي حازم ع عن أبي بكر وعمر ثقة حجة كاد أن يكون صحابيا".

وفي نفس المرجع (ج5/ص477) قال : "قلت أجمعوا على الاحتجاج به ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه نسأل الله العافية وترك الهوى".

سبحان الله وكأن الذهبي هنا يرد على هذا الإباضي المخذول بقوله (نسأل الله العافية وترك الهوى)

وقال في كتابه الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم (ج1/ص153) قال : " قيس بن أبي حازم ثقة إمام كاد أن يكون صحابيا وحديثه في جميع دواوين الإسلام روى علي بن عبد الله عن يحيى القطان قال منكر الحديث قلت هذا القول مردود".

وقال في سير أعلام النبلاء (ج4/ص198) : " الثقة الحافظ أبو عبد الله البجلي الأحمسي الكوفي".

ونحن نترك الجواب للإباضي المنصف يسأل نفسه لماذا سطا الحجري على هذه الأقوال وبتر بعض منها وأخفى البعض الآخر؟

الثاني : قضية اختلاط قيس بن أبي حازم التي دندن حولها الإباضي وغرد بها خارج سرب المحديثن ، وقد وصل إلى نتيجة لم يصل إليها أئمة علماء الحديث كأحمد والبخاري ، ومسلم ، وابن معين وغيرهم من أئمة هذا الشأن، فلا أدري هل بلغ مبلغهم أم جهل منهجهم!

وأما ما ذكره من أقوال أهل العلم فلن يظفر بشي مما يخدم مذهبه لأن قيس بن أبي حازم قد جاوز المائة وخرف بعدها والذي حدث بهذا هو تلميذه الثقة إسماعيل بن أبي خالد حيث جاء في النقل "وقال يحيى بن أبي غنية حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال كبر قيس بن أبي حازم حتى جاز المئة بسنين كثيرة حتى خرف وذهب عقله"
(تهذيب الكمال ج24/ص15)

فناقل خبر الاختلاط هو إسماعيل بن أبي خالد ، وراوي حديث الرؤية عن قيس بن أبي حازم هو إسماعيل بن أبي خالد.
وسوف أقوم بنقل نص مهم هنا لإسماعيل بن أبي خالد يوضح أن إسماعيل لم يأخذ من قيس في حالة خرفه.

"وقال أبو سعيد الأشج سمعت أبا خالد الأحمر يقول لعبد الله بن نمير يا أبا هشام أما تذكر إسماعيل بن أبي خالد وهو يقول حدثنا قيس بن أبي حازم هذه الإسطوانة يعني أنه في الثقة مثل الإسطوانة"
(تهذيب الكمال ج24/ص15(

فهذا النص قد جعله المزي قبل نص الاختلاط في تهذيب الكمال ليبين أن إسماعيل بن أبي خالد أخذ منه قبل أن يختلط وقد جاءت في تهذيب الكمال كما يلي :
"وقال أبو سعيد الأشج سمعت أبا خالد الأحمر يقول لعبد الله بن نمير يا أبا هشام أما تذكر إسماعيل بن أبي خالد وهو يقول حدثنا قيس بن أبي حازم هذه الإسطوانة يعني أنه في الثقة مثل الإسطوانة وقال يحيى بن أبي غنية حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال كبر قيس بن أبي حازم حتى جاز المئة بسنين كثيرة حتى خرف وذهب
(تهذيب الكمال ج24/ص15)

فانظر إلى تقديم الحافظ المزي كلام إسماعيل بن أبي خالد أنه أخذ منه في حالة الثقة بل شبهه بالاسطوانة أي سارية المسجد من شدة ثقته فيه ، وهذا أمر لا ينتبه إليه أمثال هذا الإباضي الجويهل!

إضافة إلى ذلك فإن إسماعيل بن أبي خالد هو أوثق الناس في قيس فقد قال يعقوب بن شيبة السدوسي : "وقد روى عنه جماعة منهم إسماعيل بن أبي خالد وهو أرواهم عنه وكان ثقة ثبتا"
(تهذيب الكمال ج24/ص14)

ولم يذكر الأئمة الحفاظ أن أحدا روى عن قيس في حالة خرفه ثم أن الأخذ قبل الاختلاط أو بعده أو الشك فيه لا يكون إلا بنص إمام في هذا الباب ، ولا يوجد إمام نقل هذا عن قيس ، ولو كان قد أخذ منه بعد الاختلاط لنقل الأئمة هذا كما نقلوه عن المختلطين كعطاء بن السائب وغيره ، ولو أن هناك نصا في هذا لطار به الاباضي ولكنه لم يجد فحاول أن يتلاعب بالنصوص!

ثم أن إسماعيل بن أبي خالد الإمام الثقة أعظم من أن يأخذ من قيس بن أبي حازم وهو في هذه الحالة قد ذهب عقله إلا أن يكون عقل إسماعيل لحق بعقل شيخه!

وأختم هذه النقطة بقول الإمام العظيم محمد ناصر الدين الألباني في معرض حديثه عن قيس بن أبي حازم في السلسلة الصحيحة(1/767) قلت : "فإن صح هذا التأويل فيه ، و إلا فهو مردود لأنه جرح غير مفسر ، لاسيما و هو معارض لإطباق الجميع على توثيقه و الاحتجاج به ، و في مقدمتهم صاحبه إسماعيل بن أبي خالد ، فقد وصفه بأنه ثبت كما تقدم و لا يضره وصفه إياه بأنه خرف ، لأن الظاهر أنه لم يحدث في هذه الحالة ، و لذلك احتجوا به مطلقا ، و لئن كان حدث فيها ، فإسماعيل أعرف الناس به ، فلا يروي عنه و الحالة هذه ، و على هذا فالحديث من أصح الأحاديث ، و لذلك تتابع الأئمة على تصحيحه قديما و حديث"

الثالث : مكانة قيس بن أبي حازم عند المحدثين هي مكانة عظيمة فهو ثقة تابعي مخضرم كاد أن يكون صحابيا ، ولم يطعن فيه إلا يحيى بن سعيد القطان وبعذ أصحاب الكوفة وذلك بسبب أحاديث كلاب الحوأب التي رواها قيس بن أبي حازم وقد رد الأئمة هذا لأن أحاديث كلاب الحوأب صحيحة وقد ذكرنا جواب الذهبي على يحيى بن سعيد ، وكذلك تركه بعض أهل الكوفة ظنا منهم أنه يطعن في علي وليس كذلك بل كان قيس يقدم عثمان على علي – رضي الله عنهما- وهذا هو الحق الذي لا محيص عنه ، والناظر المتفحص يرى أن قيس بن أبي حازم قد روى أحاديث كلاب الحوأب التي لا يقبلها الناصبة فلو كان ناصبيا يبغض عليا لما روى هذه الأحاديث!

وسوف أذكر أقوال أهل العلم في توثيق قيس بن أبي حازم مقتصرا على تهذيب التهذيب حتى لا نطيل في هذا الموضوع

وقال إسحاق بن إسماعيل عن سفيان بن عيينة ما كان بالكوفة أحد أروى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قيس بن أبي حازم وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود أجود التابعين إسنادا قيس بن أبي حازم روى عن تسعة من العشرة
تهذيب الكمال (ج24/ص13)



وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش "قيس بن أبي حازم كوفي جليل وليس في التابعين أحد روى عن العشرة إلا قيس بن أبي حازم وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قيس بن أبي حازم أوثق من الزهري ومن السائب بن يزيد"
تهذيب الكمال (ج24/ص14)

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة "عن يحيى بن معين ثقة"
تهذيب الكمال(ج24/ص15)

وقد اختصر كلام أهل العلم ابن حجر كما في تقريب التهذيب (ج1/ص456) : "قيس بن أبي حازم البجلي أبو عبد الله الكوفي ثقة من الثانية مخضرم ويقال له رؤية وهو الذي يقال إنه اجتمع له أن يروي عن العشرة مات بعد التسعين أو قبلها وقد جاز المائة وتغير ع"

وهناك نقطة أحب إن أشير إليها من كلام الإباضي حيث حرف كلام ابن الصلاح الذي ذكرته آنفاً: [ وذكر ابن الصلاح حكم علماء الجرح في رواية المخلطين بقوله : " والحكم فيهم أنه يقبل حديث من أخذ عنهم قبل الاختلاط ولا يقبل حديث من أخذ عنهم بعدالاختلاط أو أشكل أمره فلم يدر هل أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده " ( التقييدوالإيضاح ، ص 442 )] انتهى كلام الاباضي.


قلت هذه خيانة بشعة لكلام العلامة "أبو عمرو ابن الصلاح" فلنراجع الكلام من كتاب ابن الصلاح ليظهرالتحريف في النقل حيث قال بعد الكلام الذي ذكرته وزيادة (..واعلم أن من كان من هذاالقبيل محتجاً به في الصحيحين أو أحدهما فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما تميز وكانمأخوذاً عنه قبل الاختلاط والله اعلم.) ( معرفة علوم الحديث ص398 )

فانظر بارك الله فيك إلى كل هذه الخيانات العلمية ، والكذبات الجلية عند هذا الرجل نسأل الله العافية وترك الهوى.

 

التعليقات

 
 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ( من هم الإباضية )