Follow @twitterapi
الرد على الحجري في طعنه في روايات الرؤية والدفاع عن رواية الأعمش

الموضوع : الرد على الحجري في طعنه في روايات الرؤية والدفاع عن رواية الأعمش

القسم : ردود على كتابات إباضية معاصرة |   الزوار  : 5712

 

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، فهذه أحد سلسلة الردود على كتاب علي الحجري صاحب كتاب (الميزان القسط).

 

قال الحجري في كتابه (الميزان القسط) ص 174 : وأما سند هذه الرواية فهو ضعيف وذلك بسبب عنعنة الأعمش المدلس عن شيخه خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي.

 

وجاءت رواية عدي بن حاتم أيضاً عند البخاري بصيغة التحديث بين الأعمش وشيخه، قال الإمام البخاري" حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي قال: حدثني الأعمش قال: حدثني خيثمة، عن عدي بن حاتم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ... ".

 

فرواية الأعمش التي عنعن فيها عن شيخه هي الراجحة على روايته التي صرح فيها بالتحديث عن شيخه، وذلك لأن الذين رووا عن " الأعمش عن خيثمة " أكثر عدداً ومنهم من هم أضبط وأتقن من الراوي الذي روى بصيغة التحديث بين الأعمش وشيخه.

فقد نقل رواية " الأعمش عن خيثمة " -كما جاء عند البخاري وغيره- كل من: أبو أسامة حماد بن أسامة ، وعيسى بن يونس بن إسحاق السبيعي، ووكيع بن الجراح، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير ، وعبد الواحد بن زياد.

 

وأما الرواية التي ذُكر فيها التحديث بين الأعمش وشيخه خيثمة فعلتها أن الذي رواها عن الأعمش أقل ضبطاً من الرواة الذين صرحوا بالعنعنة بين الأعمش وشيخه، فقد رواها حفص بن غياث بن طلق الذي ضعف حفظه علماء الجرح والتعديل كما بينا ذلك في صفحة 5 من هذا البحث .

 

وبهذا يتبين أن رواية الأكثر التي عنعن فيها الأعمش عن شيخه مقدمة على الرواية التي صرح فيها الأعمش بالتحديث عن شيخه، وذلك لمخالفة حفص بن غياث لمن هم أتقن منه. أهـ

 

 

 

ونرد على هذا الجاهل ونقول

 

أولا : لا أدري كيف يفكر هذا الرجل ، ولا أدري كيف يخلص إلى مثل هذه النتائج ، فعندما رواها الأعمش بالعنعنة ضعفها بعنعنة الأعمش ، وعندما رواها الأعمش بالاتصال طعن في الرواية المتصلة ، وعلل طعنه في الرواية المتصلة بحفص بن غياث ، وذكر أن من رواها بالعنعنة من تلاميذ الأعمش أثبت وأكثر من حفص بن غياث!!!!!!!!!!

 

ولا أدري من أين أتى بهذا المنهج فقد خلط الرجل خلطا شديدا فظن أن هذه من قِبل الشذوذ!!!!!

 

فاعجب من هذا الرجل فلم يتفرد بهذه الرواية خيثمة عن عدي بن حاتم كما ظن هذا المسكين فعلها بتفرد حفص بن عياث عن الأعمش بالتصريح بالسماع عن شيخه خيثمة وليس كذلك كما سيأتي.

 وجهل هذا المتعجرف أن الشيخ قد يجلس في مجلس ويحدث بالعنعنة ، وفي مجلس آخر ويحدث بالسماع ، فالأعمش وغيره من أئمة أهل الحديث المكثرين من الحديث ساعة يكسل وساعة ينشط في التحديث وتارة يقول حدثني وتارة يقول سمعت وتارة يقول عن.

 

قال ابن عبد البر في التمهيد( 22/ 33) : " نشاط المحدث وكسله أحيانا ينشط فيسند وأحيانا يكسل فيرسل"أهـ

 

 و إذا صرح الثقة المدلس بالسماع كالأعمش فلا كلام وقد قال الذهبي عن الأعمش قلت : "وهو يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال حدثنا فلا كلام ومتى قال عن تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وابن أبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال"(ميزان الاعتدال ج3/ص316)

 

فمحصل كلام الذهبي أنه إذا صرح بالتحديث فلا كلام أي أن الحديث صحيح ولا مطعن في الأعمش.

 

وأما كلام الإباضي عن تفرد حفص بن غياث عن الأعمش بالتصريح عن خيثيمة فلي على هذا الكلام وقفات تبين جهل هذا الإباضي في علم الحديث والرجال :

 

أولا : حفص بن غياث عده كثير من علماء الحديث أوثق تلاميذ الأعمش ، أو من أوثق تلاميذ الأعمش

 

قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش بلغني عن علي بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أوثق أصحاب الأعمش حفص بن غياث فأنكرت ذلك ثم قدمت الكوفة بأخرة فأخرج إلي عمر بن حفص كتاب أبيه عن الأعمش فجعلت أترحم على يحيى فقال لي تنظر في كتاب أبي وتترحم على يحيى قلت سمعته يقول حفص أوثق أصحاب الأعمش ولم أعلم حتى رأيت كتابه.

(تهذيب الكمال ج7:ص60)

 

وقال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يقول كان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم بعد الكبار من أصحاب الأعمش غير حفص بن غياث قال وقال أبو داود سمعت عيسى بن شاذان يقدم حفصا وكان بعضهم يقدم أبا معاوية.

(تهذيب الكمال ج7:ص62)

 

وروي عن يحيى القطان قال حفص أوثق أصحاب الأعمش

(سير أعلام النبلاء ج9/ص24)

 

فأقوال أئمة الجرح والتعديل هنا تبين أن حفص بن غياث أوثق تلاميذ الأعمش ، وقد روى حديث الأعمش عن خيثمة بالسماع وعامة أحاديث حفص عن الأعمش على الخبر والسماع كما ذكر هذا الذهبي عن بعض أهل العلم في سير أعلام النبلاء( ج9/ص26)

 

ثانيا : قد فات الإباضي أن حفصا لم يتفرد برواية الأعمش التي صرح فيها بالسماع من خيثمة فقد تابعه على ذلك حماد بن أسامة بن زيد القرشي المعروف بأبي أسامة ، والمصيبة أن الإباضي فقد ضرب على صدره تعسفا وجهلا وقطع بأنه لم يرو عن الأعمش بالاتصال عن خثيمة إلا حفص بن غياث وفاته أن رواية حماد بن أسامة وقد رواها الآجري بسنده الصحيح في كتابه التصديق بالنظر (ج1/ص74) : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن شاهين حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا حماد بن اسامة حدثنا الأعمش حدثنا خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم الطائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه عز وجل ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب يحجبه فينظر أيمن منه فلا يرى إلا شيئا قدمه ثم ينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئا قدمه ثم ينظر أمامه فلا يرى إلا النار اتقوا النار ولو بشق تمرة إسناده صحيح

 

وأخرجها الدارقطني أيضا في رؤية الله ( ج1/ص149) : حدثنا عمر بن احمد بن على القطان حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا خيثمة بن عبد الرحمن عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه عز وجل ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب يحجبه فينظر أيمن منه فلا يرى إلا شيئا قدمه ثم ينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئا قدمه ثم ينظر أمامه فلا يرى إلا النار فاتقوا النار ولو بشق تمرة.

 

فلا أدري هل غفل الإباضي عن هذه الأسانيد أم تغافل عنها ولا أدري من أين جاء بهذه القواعد التي علل بها روايات رؤية الله الصحيحة!

 

وفوق كل هذا لم يتفرد خيثمة بالرواية عن عدي بن حاتم فقد اخرج البخاري في صحيحه (2/512)  :حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عاصم النبيل أخبرنا سعدان بن بشر حدثنا أبو مجاهد حدثنا محل بن خليفة الطائي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه ) وساق الحديث.

 

فلا أدري هل التفرد الذي يزعمه هذا الإباضي هو خارج ذهنه أم داخل ذهنه فقط؟

 

ولا أدري أجهلها أم حاول أن يخفيها؟

 

التعليقات

 
 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ( من هم الإباضية )