Follow @twitterapi
مناظرة الشيخ خالد فوزي مع الخليلي

الموضوع : مناظرة الشيخ خالد فوزي مع الخليلي

القسم : مناظرات وحوارات مع الإباضية |   الزوار  : 8997

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد..فقد طلب مني بعض الإخوان أن أكتب لهم بعض ما تم نقاشه بيني وبين الشيخ أحمد الخليلي مفتي عمان ، مفتي الطائفة الإباضية هناك ، فأجبتهم مستعيناً بالله ، فاكتب هنا مختصراً ما كان واذكره الآن إن شاء الله.

= البداية كانت أتاني بعض الشباب بشريط للشيخ الخليلي في الرد على سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – وسمعت بعضاً مما قاله في الشريط وما عرّض فيه الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - ، وطلبه للمناظرة العلنية التي تنقلها الأقمار الصناعية ، وكان الشيخ عبدالعزيز – رحمه الله – بحمد الله منتبهاً لهذا الأمر وأنه – أي لخليلي – ما أراد منه إلا نشراً لتلك الأفكار البدعية المخالفة للكتاب والسنة فرفض.

= ثم بعد ذلك رأيت مجلة اسمها " العقيدة " في مكتبة الحرم فلما تصفحتها فإذا هي عمانية وفيها فتاوى للشيخ الخليلي وصورته منشورة بها ، فوجدت فيها فتوى بإنكار رؤية الموحدين ربهم في الآخرة ، ففزعت لدخولها مكتبة الحرم تعرض على الملأ والعامة دون رقابة ، فأشرت على بعض الشباب أن يذهب بها إلى المدير لينبهه ففعل ووعد المدير خيراً بأن لا تدخل مثل هذه المجلات ولكن ما لبثت أن دخلت فيما بعد!!!

= وإبان مؤتمر الرابطة كان عندي موعد مع بعض الإخوة ، وكان الموعد بفندق اجياد مكة ، فتأخر الأخ ذلك اليوم فهممت بالانصراف وإذا بمواجهتي رجل في العقد الخامس من عمره متعمماً بعمامة محنكة غير مسبل ثوبه على خلاف كثير مماً حضر المؤتمر ، فألقى عليّ السلام ولا اعرفه ولا يعرفني ، فرددت ثم تذكرت صورته التي نشرت في مجلة العقيدة فطلبت منه الجلوس لدقائق فرحب ، وقد امتدت هذه الدقائق فيما بعد إلى أكثر من ساعة.

= كانة البداية عن السؤال عن الحركة الإسلامية في عمان والتزام الشباب بالدين ، وربط ذلك بالصحوة في البلاد الإسلامية ونحو ذلك ثم تطرقت إلى الموضوع بلطف مستفسراً عن مجلة العقيدة ، ثم استطردت بأني رأيت فتوى بها وفيها إنكار الرؤية لله جل وعلا ومنسوبة للشيخ الخليلي ، فانتبه لي وعلم وقتها أنني جئت منكراً رغم أنني عرضت الأمر في صورة استفسار عن صحة النسبة له ، وبدأنا النقاش ، ودار النقاش وقتها عن الرؤية وعن المجاز.

وطلبت منه موعداً ثانياً بعد ما شارف وقت المغرب على المجيء فأعطاني موعداً في اليوم الذي يليه فجئت ولم استطع مقابلته لأنه كان في غرفة بجوار غرفته !!! كما بيّن لي فيما بعد.

وقابلته في الحرم وطلبت موعداً ثالثاً فأعتذر بالمرض والسفر لكنه أعطاني عنوانه لمراسلته ، الذي ضاع مني فيما بعد!! وطلبت منه كتباً عن الإباضية فوعدني بتركها في الاستقبال ، وفعلاً وجدته قد ترك لي كتاباً وكتيبات عن الإباضية أهمها مسند الربيع بن حبيب الفراهيدي ، وكتاب مشارق الأنوار في معتقدهم للسالمي وفيه من الضلال الشيء الكثير ، وغيرها من الكتب.

ومرت الأيام ، وكنت قد مررت على هذه الكتب واستخرجت منها مخالفتهم في المعتقد لأهل السنة والجماعة ، وتركتها جانباً لعلني احتاج لما فيها بعد.

وذات يوم بينما أسير في الحرم بين العشائين قاصداً الخروج لحاجة ، لمحت الشيخ الخليلي جالساً يقرأ القرآن فتوجهت له وجالسته حتى قبيل العشاء ، وكان معه الشيخ أحمد السيابي وأظنه مدير الأوقاف والدعوة الإسلامية ، وهو على نفس المعتقد ، وتناقشنا وقتها في عدة أمور على رأسها قولهم بخلود عصاة الموحدين في النار إن ماتوا غير تائبين.

ثم طلبت منه موعداً ثالثاً فأجابني ، وكانت المقابلة في اليوم الذي يليه ، وحضر معي بعض الشباب وقد استأذنت لهم منهم الأخ توحيد سعد ، والأخ طارق السبيعي ، والأخ حسام العصامي ، ويومها دار النقاش وإن كان أقل تنظيماً مما سبق وكثر فيه الاعتراضات ، وكان أهم ما تكلمنا فيه هو موقفهم من التاريخ الإسلامي ، واصر الشيخ الخليلي على فتح موضوع ( المجاز ).

وطلبت موعداً آخر لمناقشة قولهم بخلق القرآن فاعتذر الخليلي بأنه يود أن يكون مجيئه لمكة من لأجل العبادة وقراءة القرآن ( وهذا يخالف ما اراده من قبل من مناظرة الشيخ ابن باز رحمه الله بمكة المكرمة!!! ).
وعرض علينا تأشيرة لعمان وعرض بعض الجالسين تذكرة السفر ليتم النقاش هناك!!
وسأعرض في إيجاز أهم ما ورد في هذه المقابلات الثلاث ما تسعفني به ذاكرتي :

1 ) رؤية الله تبارك وتعالى :
طلب الشيخ أحمد الخليلي الدليل على الرؤية فأجبته بأن من الأدلة قوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ).
فقال : إن النظر يأتي في اللغة بمعنى الانتظار كقوله : ( هل ينظرون ) الآية ونحوها.
فأجبته : أن النظر في الآية متعدى بحرف ( إلى ) ومضاف إلى الوجه وقد دلت الأحاديث على ذلك تواتراً.
فقال : قد ورد في اللغة أن النظر يتعدى بإلي ويضاف للوجه وانشد ما نسب لحسان بن ثابت وفيه : وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمن..).
فقلت : أسْنِد.
فقال : الشعر لا يُسْند.
فقلت : هل تعرف ما قيل في ثبوت قصيدة بانت سعاد وأنها رميت بالضعف؟
فقال ( فيما بعد ) : الضعيف كونها قيلت أمام النبي صلى الله عليه وسلم.
فقلت : لكنك جعلت هذا البيت مصادماً للأحاديث المسندة فطلبت منك لكونه شعراً إسلامياً أن تسنده ، ( غير أن بعض العلماء نظر حقيقة لجهة لعلو كما ذكره العضد الايجري ).
ثم ماذا تقول في قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون كما ترون الشمس أو القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته ).
فقال : هذا في البخاري ولا يمكن أن نقبله لمخالفته للقرآن.
فقلت : وكيف؟
قال : لأنه يثبت الرؤية وفيه : ( فيأتيهم الله في غير الصورة التي رأوه فيها أو ل مرة ) متى رأوه أول مرة؟
قلت : الأصل أن نثبت الشرع قلنا سمعنا وأطعنا ، آمنا به كل من عند ربنا ، ثم ما المانع أن يكون سبق رؤيته.
قال : متى؟
قلت له : إن كنت من أهل الجنة فمتى تدخلها؟
قال : بعد الحساب ، نعم كل شيء بعد الحساب.
قلت : فإن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة فكم للحشر وكم للحساب ، وكم للصراط وكم وكم....مادام كل شيء تعرفه بدقة فسكت وقال: أنا لم أوضح لك باقي الدلة في منع الرؤية.
فقلت : هات.
قال : قال تعالى : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار )ما معناها عندك؟
قلت له : أي لا تحيط.
قال : هذا ليس في اللغة ، فإن صاحب لسان العرب ، وصاحب الرؤوس ذكروا أن الإدراك هو اللحوق وفيها تدارك المطر أي تلاحق ( وحتى إذا اداركوا فيها ) أي تلاحقوا.
قلت له : ما تقول في قوله تعالى : ( فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلاّ إن معي ربي سيهدين ) ؟ فموسى لم ينف الرؤية لثبوتها بلفظ ( تراءا ) تفاعل وإنما نفى الإدراك وهو الإحاطة .
فقال : قد فهمت عائشة أن الإدارك الرؤية فقد قالت : من حثكم أن محمد رأى ربه فقد اعظم على الله الفرية ، والله يقول لا تدركه الأبصار.
فقلت : قول أمنا عائشة لا يخالف ما نعتقده لأنه يحمل على رؤية الدنيا لا الآخرة ( والعجب أن الآية التي استدلت بها عائشة بعد ذلك هي قوله تعالى : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً ..الآية وهي دالة على خلاف ما يرمون له ولذا لا يذكرونها!! )
قال : ثم أن النظر هل هو للعين أو للوجه ؟
قلت : لا اشكال عندي في ذلك لأن العين في الوجه ثم أن الحديث صحيح متواتر فلماذا ترده؟
قال : يمكن حمله على العلم أي أنكم سترون ربكم أي ستعلمون ربكم.
قالت : الصحابة سألوه عن أي شيء؟ عن الرؤية أو العلم ؟
قال : هم سألون عن الرؤية وأجابهم عن العلم.
فقلت : فيهم الأعرابي ، والأعجمي ، والقرشي ، من لا يحسن يتيقظ لمثل هذا ، فهل يجوز أن يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الرؤية فيجيبهم عن العلم بلفظ الرؤية المطابق لسؤالهم فيفهمون الرؤية لا العلم فيكونون على زعمك قد ضلوا؟
ومن المقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
قال : لعل المخاطبين لم يكن بينهم أعرابي.
قلت : هذا تحكم لا دليل عليه.

قال الشيخ خالد فوزي : ثم تطرقنا لقوله تعالى : ( كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)
قال: هذا إنما يدل بمفهوم المخالفة وفيكم من ينكره ثم إن ( يومئذ ) يحدد الظرفية فهل هم لا يحجون في غير هذا اليوم؟
فقلت له : بعض أهل العلم يرى أن الكفار يرون الله أول الأمر وحملوا عليه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( في غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة ) غير أن رؤيتهم ليست رؤية تكريم كما هو الأمر بالنسبة للمؤمنين .
ثم إن حملك الآية ( إلى ربها ناظرة ) على الانتظار ليس للتكريم وتوضيحه ولماذا حذفت الواو في قوله ( حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ) بالنسبة للكافرين وأثبتت للمؤمنين حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها) .
قال : لأن في انتظارهم مهانة لهم
قلت: له فلم جعلت المؤمنين ينتظرون ربهم ؟
ففكر قليلا ثم قال: هناك فرق بين انتظار الرحمة وانتظار العذاب - واستحسنه منه السيابي وهو عجيب لأن المؤمنين عندما يدخلون الجنة لا ينتظرون انتظار الرحمة بل يأتوها وقد فتحت أبوابها!!-
فقلت له: أريد ميزاناً عندكم لرد أو قبول الأحاديث ، فهل كل ما في البخاري تقبلونه أو لا ؟
قال لا.
قلت كيف تردونه وقد أجمعت الأمة على قبوله إلا أحرف يسيرة انتقدها نحو الدارقطني وليست أحاديث الرؤية منها
قال : إنما نرد ما أخذه البخاري عن المرجئة ونحوهم .
قلت : فما كتابكم في الرجال الذي يمكننا أن نرجع إليه ؟
فقال: السيابي ميزان الاعتدال للذهبي .
فقلت وهل كانت الأمة في ضلال قبل الذهبي؟ - وغلب على ظني أنهم إنما اختاروا هذا الكتاب لأنه يجمع فيه الذهبي الرواة الذين تُكلم فيهم ولو بمردود-
وهنا تدخل الخليلي وقال : وغير ذلك من الكتب إلا أننا نرد الحديث إذا خالف القرآن ولنا سلف في الصحابة فها هو عمر يرد حديث فاطمة بنت قيس في نفقة المطلقة ثلاثاً وسكناها وقال : لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت.
فقلت للسيابي : إن الإمام أحمد ثبوت ذلك عن عمر أصلاً أي القول بالنفقة والسكن ، ثم إن ظاهر الحديث وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كأن المخالفة لظاهر الآثار أيضاً ، ويكون هذا من باب الاجتهاد في الدليل ولذا ذهب أهل الحديث لقول فاطمة رضي الله عنها ، ثم ما أحد من الصحابة رد الرؤية في الآخرة وإنما الوارد تنازعهم في رؤية الدنيا وما أطلق أحد منهم أنها لا تجوز في الدنيا والآخرة.
فقال الخليلي أيضاً : قد أنكرت عائشة على ابن عمر قوله : ( أن الميت يعذب بما يناح عليه ) وقال بتوهيمه لمخالفة القران في قوله : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فهذا شاهد للصحابة في رد الأحاديث التي تخالف القرآن.
فقلت : الأصل القبول والتسليم ثم الرجوع إلى الجمع بين مختلف الحديث كما فعل العلماء ، ولذا أرأيت لو كان من سنة الميت أو وصيته النياحة هل يعذب أو لا ؟
قال النياحة معصية والوصية بها معصية فيعذب عليها.
فقلت :هل يخالف هذا القرآن ؟
قال : لا.
فقلت : مشكلة من يرد كما فعلت أول الأمر قد يرجع إلى قلة الفقه!! ثم اخبرني إذا مات وهو كذلك هل يخلد في النار؟
قال : نعم.
ثم دخلنا في قضية تخليد العصاة الموحدين في النار إذا لم يتوبوا

= القول بتخليد غير التائبين من المؤمنين في النار .
قلت له : كيف يخلدون والأحاديث دالة على خروج من لم يعمل خيراً قط من النار إذا كان من أهل التوحيد.
فقال لقوله تعالى : ( إلا من تاب وآمن .. ) الآية، فعلق الخروج من النار على التوبة.
فقلت له: فأين التخليد؟
قال: من قوله تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يليق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً ).
فقلت له : هذا مرتب على ما ذكر من عبادة غير الله والقتل والزنا فلم تخصصه؟ قال : يلزمك أن الذي يعبد غير الله ولا يقتل أو يزني أنه لا يخلد في النار.
فقلت أين أنت من قوله تعالى : ( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة )؟ وقوله : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به

ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ونحوها من الآيات القاضية بتخليد المشرك في النار ثم إن قولك يخالف قوله تعالى ( غافر الذنب وقابل التوب ) لأنه سبحانه امتدح نفسه بغفران الذنوب وقبول التوبة فهو سبحانه يغفر ذنوباً وان لم يتب أصحابها برحمته.
فقال : وهل كل واو تقتضي المغايرة ؟
قلت : عندك خلاف ذلك؟
قال : نعم ، قوله تعالى : ( والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى ..) فهل الذي هنا مغايرة لـ( الذي ) في التي بعدها؟
قلت : أتقول أن قوله : ( الذي قدر فهدى ) هو نفس ( الذي اخرج لمرعى )؟
فسكت ثم قال : فماذا تقولون يا من جرأتم أهل المعاصي على المعصية في قوله تعالى : ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار فهم فيها خالدون ) ؟
قالت : إن من جرأ أهل المعاصي من جعل الإيمان لا يدخل في العمل وأنه يكف الإقرار لدخول الجنة ، ثم أننا نقطع أن غمسة في جهنم لا يعادلها عذاب الدنيا كله فمن مات ولم يغفر الله له معاصيه عذب في جهنم بقدرها ثم يخرج إن كان من الموحدين ويومها : ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) ثم إن آية البقرة المراد بالسيئة ( الشرك ) كما يدل على ذلك السياق.
فقال : لا لأن سيئة نكرة في سياق الشرط تعم.
قالت : ما بعدها أوضح المراد منها وهو قوله : ( أحاطت به خطيئته ) فإن كل الذنوب غير الشرك لا تحيط بالإنسان لا تنفك عنه أبداً لأنها تدخل تحت المشيئة ولابد أن يخرج الموحد من النار إن دخلها كما ثبت ذلك في الأحاديث ، وأما التي تحيط بالإنسان ولا ينفك عنها أبداً سيئة الشرك ( وما في معناها كاستحلال الحرام ونحوه ).
ولم نسترسل في النقاش للتأهب لصلاة العشاء.

3- نظرة الإباضية للتاريخ الإسلامي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

تحدثنا في المرة الثانية عن التاريخ وذلك لأن الخليلي اتهمنا بأننا نعين الحكام الظلمة بتصحيحنا لبيعتهم، واستدل بخطبة من أسماه بالإمام أبي حمزة الشاري لأهل مكة.

فقلت له: إن أبا حمزة الخارجي في خطبته نال من أميري المؤمنين عثمان وعلي – رضي الله عنهما -.

فقال : هل تنكر أن عثمان غيّر في آخر حياته عن أولها؟

فقلت : رضي الله عن عثمان فهو راشد في أول حياته وآخرها – ولم أنتبه لكلام الخليلي أن فيه طعناً في إسلام عثمان وعلياً رضي الله عنهما نسأل الله العافية وقد سألت بعض طلاب جامعة أم القرى من الإباضية فقال : أعطيك هاتف الشيخ الخليلي تسأله ، وحاد عن الجواب – ثم تكلم الخليلي فقال : عمر بن عبد العزيز خليفة راشد يعين بفعله عدم صحة خلافة من سبقوه بأن رد المظالم إلى أهلها.

فقلت : ولمَ لم يعلنها بالقول؟

فقال : الفعل يغني.

فقلت : هل غيّر كل مظاهر الظلم؟

فقال : ليست كلها ، ولكنه كان يغير بطاقته حتى مات.

فقلت : فهذا يلزم منه الطعن عليه لأنه لا احد يعرف أجله فوجب عليه أن يعلن بالقول أن الخلافة السابقة له خلافة باطلة وأنه سيصلح ما أمكنه الله ، وأما أن يسكت فهذا يوهم بالإقرار ولا يجوز ، ثم أخبرني هل كان عمر بن عبد العزيز راشداً قبل أو بعد الخلافة ؟

فقال : قبلها وبعدها.

فقلت له : فقد كان قبلها عاملاً على المدينة لخليفة تراه أنت ليس بإمام حق ، فهل يجوز لعمر أن يسكت؟

قال : أنتم الذين صححتم خلافة الدولة الأموية ثم العباسية يلزمكم بأن العلماء الذين عاصروا سقوط الأموية وقيام العباسية مبايعين للأمويين ، فلما قامت العباسية بايعوها رغم أن العباسية قضت سابقتها فلو كانوا يرون الأموية حق فلمَ بايعوا العباسية..ثم ضحك.

فقلت له : معلوم أن الخلافة لا تنعقد إلا لقرشي ولكن لو تسلط عبد ( فضلا عن حر ) على السلطة وجبت طاعته إخمادا للفتنة ثم أسألك يا شيخ احمد هل السلطان قابوس عندك إمام حق أو جور فعندئذ طلب مني الأخ توحيد ألا أحرجه في مثل هذا فقلت له : لا إنما اقصد أن الشيخ احمد لو كان يرى أن مكانه الذي هو فيه ، فيه تقليل للمنكرات ورفع ظلم عن الناس فقد يؤجر على ذلك .

فقال الشيخ الخليلي: نعم كذلك .

قلت له : فلماذا لا تلتمس بالمقابل العذر للعلماء الذين صححوا بيعة كل من الأمويين والعباسين وبايعوهم أنهم أرادوا مثل الذي وقعت فيه أنت ؟!

ولقد كان من المقرر أن أسجل المرة الثالثة هذه ولكني كنت مسافرا لجدة وقدمت قبيل العشاء فلم استطع أن احضر الجهاز ، ولم يسجل الطلبة العمانيون إلا عندما بدأ بحث المجاز ثم نسخوا لي نسخة فيما بعد وأما بحث المجاز فسأكتب هنا محصله ، ويمكن الرجوع للشريط المسجل للتفصيل إلا أن الأصوات كثيرا ما تختلط حتى يصب أحيانا التمييز بينها لأنها كانت في نهاية الجلسة وبدأت الانفعالات على بعض .

4-موقفهم من المجاز وما يعتمدون عليه ..

بدأ الشيخ احمد كلامه في الجلسة الثالثة عن المجاز بأنه أراد أن يعلم رأي الحاضرين في المجاز هل هو كرأيي أم يخالفونني.

فقال: لقد فهمت من خالد أنه ينكر ثبوت المجاز في اللغة فهل كلكم كذلك أم تثبتونه في اللغة وتنكرونه في القرآن، أم تقولون أنه ليس في القرآن والحديث وموجود في اللغة لأنني لما ناقشت خالدا صار يقفز من دليل لآخر كما يفعل الآن ، أريد تحديد موقفكم.

فقال له الأخ توحيد: واستمر مدة على مقولته إن البحث عن أصول المقالات أولى من هذه القضية أي البحث لماذا وجد القول بالمجاز هل وجد لحل مشاكل وجدت في أذهان البعض وما الدعي للقول به ، لكن الشيخ الخليلي أصر فأجبته مجملا أنه لايوجد في القرآن مجاز أولا لأن كل مجاز يجوز نفيه والقرآن لا يجوز نفي شيء منه فالنتيجة انه ليس في القرآن مجاز ثم إن اللغة إن قيل بأنها توقيفية ( وأظنه قول الخليلي لم يرده ) فأنا أطالب بالسند المتصل إلى الله تعالى أنه وضع ( الأسد )في الحيوان المفترس أصلا في الرجل الشجاع مجازا ، والشيء الثالث أن من اللغة مالا يعرف حقيقته إلا بقرينة كالمشترك ومنه ما يعرف حقيقته إلا لقرينة فلو قلنا ، رأيت عينا تنبع ( ورأيت عينا يتلصص ) علم المراد بالقرنية فكذلك إذا قلت : رأيت أسدا يخطب على النبر كان المراد الرجل الشجاع ولفظه الأسد بقرنيته حقيقة في الرجل الشجاع لا مجازا ، وعليه فكل ما تأتيني به من مثال فسأقول لك هو لقرينته حقيقة ..

فقال : أن القيم في الصواعق المرسلة أنكر القول بالمجاز وتناقض تناقضا بينا .

فقلت له أولا : لم يتم الصواعق المرسلة الجزء الخاص بالمجاز وعليه فإن الموجود هو المختصر فإن كان ثمة تناقض فإما ان يكون من المختصر أو يكون في رأس القارئ ولا يلزم أن يكون من كلام ابن القيم .

وقال له توحيد: ابن القيم يفرق بين جواز الاستعمال وجواز الاستدلال، استعمل ما شئت ولكن لا تستدل به على باطل.

فقال: اسمحوا لي أن أتكلم دون مقاطعتي.

ثم قال: لقد قال ابن القيم إن الكلمات المفردة لا تدل على شيء بمجردها فقولنا فوق وتحت وأرض وسماء و..و....لا تدل على شيء والسامع يفهم منها شيء بمجردها بدون قرينة فهي كقولنا طقرق ( طاق غان )

فقال توحيد: وهل هناك مجنون يمشي يقول فوق.. فوق.. فوق. إن من يقول هذا مجردا عن القرائن يظن به شيء.

فقال الخليلي: اسمحوا لي دون مقاطعة لحسن الاستماع.

فقال له توحيد: غاية ما في الأمر أنك لم تفهم كلام ابن القيم وكان ينبغي عليك بدلاً من أن تخطئ على إمام كابن القيم أن تذهب لمن يوضح لك كلامه، هات الكتاب ونحن نقرأه سويا وأوضح لك كلامه.

فقال: إن أهل اللغة قد نقلوا المفردات لا التراكيب فدل على معناها في نفسها ( وما أدري هل غاب عنه أ أهل اللغة نقلوا المفردات في تراكيب لا مقطوعة فيقولون كذا تأتي بمعنى كذا في نحو كذا وكذا،و تأتي بمعنى كذا في نحو قولك كيت وكيت ..أي نقلوها بتراكيبها المهم قلت له: فماذا نقل أهل اللغة في أرض.

قال: الأرض هي الكرة الأرضية حقيقية وفيما سواها مجاز.

فقلت له: فأي أرض هي من السبع التي قال الله فيها ( ومن الأرض مثلهن ).

فقال: يحتمل أن تكون قارات أخرى أو كواكب أخرى أو غير ذلك فنحن لا نقول أن الأرض على رأس ثور.

فقلت له: أين هذا ( رأس ثور !!) إنما أقول لك إن قلت هي كواكب أخرى قلنا لك أيها حقيقة وأيها مجاز ؟ إن قلت هذه حقيقة دون غيرها خالفت القرآن، وإن قلت يطلق على الباقي (أرض )حقيقية خالفت نفسك، فانفصل عن هذا وكذلك ألزمك في السماوات ما ألزمتك في الأرض، ثم تكلمنا في النور وغير ذلك إلى أن قلت له حتى قول الشاعر ( إذا ما المنية أنشبت أظفارها ) لماذا لا تجعل احتمالا بأن القائل يعتقد أن المنية وحسن له أظفار ينشبها.

فقال السيابي: عقول العرب كانت أجل من هذا.

فقلت له: فلم كانوا يعبدون الللات والعزى ومناة إذا كانت عقولهم أجل من أن تعتقد خرافة وكان مما قلت له أيضا أن الشافعي رحمه الله أول من صنف في الأصول ولن يقل إن الألفاظ تنقسم لحقيقة ومجاز وأنه مرت قرون ثلاثة لا يدري هذا التقسيم وحتى أبو عبيدة لم يعن بكلامه في (مجاز القرآن) المجاز بالمعنى الاصطلاحي، ثم ألزمته وقتها وفي المرة التي قبلها بفساد القول بالمجاز عندما تكلمنا عن الصلاة وأن الصلاة لغة الدعاء ثم يزعمون أنها نقلت إلى الصلاة المعروفة ثم اشتهرت فكانت حقيقية شرعية فقلت أول نقلها تقولون مجاز ويكفي في رده حكايته.

وأورد أثناء كلامه قوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )فقال فقد أثبت ونفى فأحد هما مجاز والآخر حقيقة.

فقلت له: معنى الآية وما أصبت إذ حذفت ولكن الله أصاب أعينهم وهو ظاهر.

وقال توحيد: التأكد بالجملة الاسمية ( ولكن الله رمى ) ثم تقول هو مجاز.

وقلت له: إننا لا نقع في مثل هذه الإشكالات لأننا نراها حقيقة في الأمرين.

المهم هذا مجمل ما كان بيننا وقد طلبت منه طلبا أخيرا أن يفسح المجال لطلاب الجامعة بأم القرى أن يتناقشوا معي لأنهم لا يفعلون فقال لهم وأنا واقف لا لا تناقشوه وقال لي لا يناقشونك فهم على حق والحمد لله.

فقلت له: لعلنا نلتقي فيما بعد فلم تفتح قضية ( خلق القرآن ) التي تقولون بها.

فقال: عندي كتاب لم ينشر بعد أعطني عنوانك لأرسله لك بالبريد، فأعطيته العنوان وانصرفنا.

هذا موجز ما حدث والله الهادي لسواء السبيل، ولعل الله ييسر فأجمع من كتبهم ما خالفوا فيه عقيدة السلف الصالح وأثبت الرد عليهم موافقا السلف الصالح، وأرجو من أخواني أن يلتمسوا عذري إن رأوه زلة أو خطأ فلقد كانت المقابلات الثلاثة لا سيما الأوليين من غير موعد مسبق بل وفجأة، ومجال المناظرة ليس كمجال التأليف العلمي، ممن وجد شيئا فليعمل بواجب النصيحة فيه وفقنا الله لهداه وجعل عملنا في رضاه.

 

كتبه المهندس: خالد فوزي

مكة المكرمة في 22/7/1408 هــ"

 

التعليقات


الأربعاء /03/ 9/ 1429 هـ هشام  الاسم

استغرب هذه الاقاويل التي ما انزل الله بها من سلطان و اتقي الله فيما تنشر و لعن الله كل كذاب افاق
فبعد اطلاعي على الموقع اجد انه يدعو الي الكراهية وتكفير الاخر و ليس الى اظهار الحق فاتق الله يا اخي المسلم فكلنا نؤمن بالله و اليوم الاخر اما تكتبه في هذا الموقع فليس عندي غير ان اقول لا حول و لاقوة الا بالله العلي العظيم فأنا من ليبيا و اعرف الكثير من الاخوة الاباضية وليس هناك فرق كبير في المذهبين السني و الاباضي
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الجمعة /12/ 11/ 1430 هـ خالد الليبى  الاسم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله الذى اصطفى محمدصلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم.الحمد لله الذى اجرى الحق على لسان الشيخ خالد وزملائه وان افحم الاباضى المعطل المدعو الخليلى , الله اكبر الله اكبر اعجبنى الردود المفحمه على الاباضى الخليلى الذى يطعن قى السابقون الاولون ويتجاوز كتاب الله وسنة رسوله, اما بالنسبه للاخ من ليبيا الذى يقول اتقوا الله فلا فرق بيننا وبين الاباضيه فنقول له البس نظاراتك هذه المره واقرا المناظره من جديد فهل الخليلى حجه على اصدقائك الاباضيين ام العكس؟؟؟؟؟؟؟؟


الأحد /03/ 6/ 1431 هـ حمود  الاسم

بارك الله فيك يا الشيخ خالد

وعسى الله يوفقك لما يحب ويرضى ويجعلها في موازين حسناتك ونسأل الله العلي القدير الهداية لمن تجنبوا طريق الحق والرجوع الى سنة نبي الله تعالى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحابته رضي الله عليهم جميعآ

الله يجعلها في موازين حسناتك وعسى الله يضلني انا ووالدي واياك ووالديك وكل مسلم بظله يوم لا ظل الا ظله سبحانه

 
 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ( من هم الإباضية )