Follow @twitterapi
إعتراف إباضي: لا توجد إشارة إلى خلق القرآن لا عند الصحابة والتابعين ولا سلف الإباضية

الموضوع : إعتراف إباضي: لا توجد إشارة إلى خلق القرآن لا عند الصحابة والتابعين ولا سلف الإباضية

القسم : الانحرافات العقدية عند الإباضية |   الزوار  : 10261

 

الكاتب / الأخ أبو تراب


بسم الله الرحمن الرحيم

هذا إعتراف إباضي خطير إلى عدم وجود إشارة - مجرد إشارة - لا عند الصحابة ولا عند التابعين ولا عند سلف الإباضية إلى مسألة خلق القرآن. والإشارة عند الأصوليين: دلالة اللفظ على المعنى من غير سياق الكلام له، ويسمى فحوى الخطاب.

وفي ذلك يقول فرحات الجعبيري الإباضي (ص349): "لم نجد الإشارة إلى (خلق القرآن) لا عند الصحابة ولا عند التابعين، فجابر بن زيد وأبو عبيدة والربيع ووائل بن أيوب شيوخ الإباضية على التوالي لم يتطرقوا لهذا الموضوع في ما نعلم".

بل وأقر بأن هذه القضية تطرقت إليها فلاسفة اليونان واليهود والمسيح.

وفي ذلك يقول (ص349-350): "لكن الكشف التاريخي يثبت أن الحضارة اليونانية والديانة اليهودية والمسيحية كلها خاضت في مثل هذه القضية من قبل"، وثم ساق رأي فلاسفة اليونان واليهود والمسيح في كلام لا يسمن ولا يغني من جوع.

حتى أثبت بأن تلك الأفكار اليونانية واليهودية والمسيحية تسربت إلى الإسلام عن طريق الجعد بن درهم، فقال: "إن مثل هذه الأفكار تسربت تدريجياً إلى المحيط الإسلامي وفعلت فعلها ويبدو أن الجعد بن درهم هو أول من روج الحديث في هذه القضية في المحيط الإسلامي ثم تفشت شيئاً فشيئاً حتى بلغت أوجها مع المأمون".

ولكن، متى تبنت الإباضية عقيدة خلق القرآن؟

مما يثير التعجب بأن هذه العقيدة دخلت في الفكر الإباضي في فترة متأخرة جداً عن نشأة الإباضية كفرقة منشقة عن الأزارقة. وأول من أدخل هذه العقيدة الفاسدة في الدين الإباضية رجل اسمه عبد الله بن يزيد الفزاري الذي كان يعيش بالكوفة بين القرن الثاني والثالث للهجرة.

فقد قال الجعبيري الإباضي (ص350): "ويبدو أن أول من تعرض للقضية في المحيط الإباضي ابن يزيد الزاري دون أن يكون لها أثر كبير في البيئة الإباضية".

وفي القرن الثالث هجري وقعت فتنة في عُمان وبين علمائها بسبب بدعة خلق القرآن وإنها دخيلة على إباضية عُمان.

إذ قال (ص351): "ويورد أحمد الشماخي أن المعركة في شأن هذه القضية قد احتدت زمن المهنا بن جيفر أحد أئمة عُمان. وكذلك أشار إلى نفس الحادثة أبو مهدي عيسى بن اسماعيل وتتمثل في أن القضية دخيلة على إباضية عُمان ومنطلقها من دينة البصرة ذلك أن أبا شاكر الديصاني ألقى بين الناس فكرة قدم القرآن، وما أن وصل صداها إلى عُمان حتى ثارت فتنة بين علمائها وكادت تفضي إلى تصدع بينهم لولا أنهم اصطلحوا بسرعة على الوقوف على الإجمال وهو أن الله تعالى خالق كل شيء، وما سوى الله مخلوق، وأن القرآن كلام الله ووحيه وكتابه وتنزيله على محمد صلى الله عليه وسلم".

قلت: وهنا مغالطة فإباضية عُمان لم يصطلحوا بسرعة، بل ظلت القضية خلافية في عُمان إلى القرن السادس هجري، وهذا بإقرار الوارجلاني.

وفي ذلك قال الجعبيري (ص352): "كما ينقل أبو مهدي نصاً عن الوارجلاني مفاده أن القضية ظلت خلافية في عُمان إلى القرن السادس هجري/ 12 ميلادي، فمنهم من يقول بالقدم، ومنهم من يقول بالحدوث، ومنهم من يتوقف أن يقطع عذر هؤلاء ولا هؤلاء.

وممن يقولون بالقدم ابن النظر العُماني، وقد أفرد قصيدة نونية في ديوان الدعائم للدفاع عن هذا الموقف وتبرأ ممّن يقولون بالخلق".

المصدر: كتاب (البعد الحضاري للعقيدة الإباضية) تأليف: الدكتور فرحات الجعبيري، تقديم: أحمد بن حمد الخليلي، والأستاذ محمد الطالبي. طبعة: مكتبة الألوان الحديثة 1408هـ 1987م.

 

التعليقات

 
 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ( من هم الإباضية )