Follow @twitterapi
الردُّ السابع للظافر على ردود الشيخ سعد الحميّد

الموضوع : الردُّ السابع للظافر على ردود الشيخ سعد الحميّد

القسم : مناظرة الشيخ سعد الحميد والإباضي الظافر |   الزوار  : 4780

 

إخوتي الأعزاء

لما كتب سعد الحميّد مقاله الحادي عشر مطالبٌ ببعض نسخ المسند ذكّره بعض الاخوة من أهل الحق والإستقامة بالمخطوط الذي ذكرته له قديماً وهو الذي خُطَّ في سنة 815هـ، فماذا كان جواب سعد الحميّد؟!

لنستمع إلى مقاله الثاني عشر:

"لابد من النظر في سلسلة الكتاب وما تضمنه من أحاديث من ثلاث جهات :

أ) - سند الكتاب من الناسخ إلى مُرَتِّـبِهِ الوارجلاني ، وهذا يتم بالطريقة التي أشرت إليها في مقالي السابق ، والتي تمثل إحدى مراحل توثيق النسخة المعتمدة ، وهذا ما نطالب به الإباضية المعاصرين.

وما يقال عن وجود نسخة خطية في المكتبة الفلانية نسخت في سنة كذا لا يكفي .. إلخ"

 

انتهت الحِكَمُ الحميديّة الرائعة الجميلة ..

 

إخوتي:

ذكر أبو عمار عبد الكافي الإباضي (الذي لم تلده أرحام النساء لأنه غير موجود في الموسوعة الوهابية) في كتابه "الموجز" (الذي لم يذكره حاجي خليفة في كشف الظنون) ذكر تحت باب (الرد على السفسطائية) ما يلي:

- "وأما السفسطائية المتجاهلة فإنهم زعموا أن لا علم يثبت ولا معرفة تستقيم؛ فزعموا أن لا شيء موجود على حقيقة من الحقائق ولا موصوف بصفة دون صفة من الصفات" هكذا عرّفهم. ثم ذكر قصة لأحدهم فقال:

"ذكر أبو عيسى الوراق أن رجلاً من هؤلاء المساكين أتى إلى رجل ليناظره في هذا المعنى على بغلة له، قال أبو عيسى: فعمدوا إلى البغلة فغيّبوها، فلما أحب الانصراف دعا بالبغلة، فقيل له: لم تأت إلينا بالبغلة، فقال لهم: بل أتيتكم بها، فقالوا: بل لم تأتنا بها، فقال: بل أتيتكم بها، فقيل له: ثبّت فيما قلت لعلك أيها الرجل لم تأت على بغلة، فقال لهم: قد ثبّت وعلمت أني أتيت على بغلة بلا شك ولا مرية، فقيل له: أعلى الحقيقة كان ذلك أم على غير الحقيقة؟ فقال: بل على الحقيقة، فقالوا: أفيكون شيء ويثبت على الحقيقة؟ قال أبو عيسى: فأقرّ عند ذلك بالحقائق ورجع عن القول بالسفسطة" انتهى كلام أبو عمار -رحمه الله-.

ولكن الفرق شاسع بين ذلك السفسطائي وبين سفسطائي القرن الحادي والعشرين الميلادي ..

أتدرون ما الفرق؟!

ذلك رجَعَ إلى عقله، وهذا قد شاخ عقله وشاب وأصبح ركيكاً ضعيفاً فلا يكاد يفقه حديثاً أو يهتدي سبيلاً.

نعم، إن من كان في مثل الشيخ سعد الحميّد تنتابه الحيرة وتداخله الدهشة! كيف يفعل وكيف يتصرف؟!

إنه الآن بين أمرين أمرَّين:

-  الرجوع إلى الحق، وما أشد مرارة ذلك.

-  البقاء على الضلالة والجهالة ومكابرة الحق والحقائق .. وهو أشد مرارة من الأول!

 

فهل سينتهي أمر الشيخ سعد بمغالبته هوى نفسه وخوفه من الفضيحة في سبيل الحق، ومن أجل مرضاة الله سبحانه وتعالى؟! أم سيجعل رضا الناس ورضا أصحابه وشيوخه وتلامذته الوهابية فوق رضا الله عز وجل؟!

 

أيها الإخوة الكرام:

أتحسبون أننا إذا أتينا سعد الحميّد بسند لتلك المخطوطات سيقول: الآن حصحص الحق؟!

نستطيع أن نحكم عليه من خلال مواقفه السابقة:

قال: أين ذكر الربيع وأبي عبيدة في مصادر (أهل السنة)؟

فقلنا له: ذاك العلل للإمام أحمد، وهذا تاريخ ابن معين، وذاك تاريخ البخاري.. وعددنا له جملة من كتب علمائه ..

ففوجئ أيما مفاجأة. ولكنه بحث عن ملجأ فقال:

ليس هو الربيع بن حبيب الإباضي .. وليس هو أبا عبيدة الإباضي ..

قال: وهاتوا من ذكرهم من الشيعة: قلنا له: ذاك كتاب النجاة للناصر الزيدي .. فحاص حيصة واحتار حيرة ثم قال: ليس هو مسلم بن أبي كريمة الإباضي، فإن الكتاب لم أطلع على مخطوطاته!!!

قال: وهاتوا من ذكرهم قبل الألف من الإباضية؟

فقلنا له خذ القائمة الآتية .. .. .. ..

ولكن صدق القائل:

ومن البلية عذل من لا يرعوي *** عن غيه وخطاب من لا يعقل

 

فقد قال سعد الحميد: لم يذكرها حاجي خليفة في كشف الظنون!!!

مسكين حاجي خليفة؛ لو كان يدري أن كتابه سيصبح موضع سخرية لما ألفه.

 

قال سعد الحميّد:

هاتوا المخطوطات .. فقلنا له: خذ ما يلي من المخطوطات!

فأوحى له هواه ألا تستسلم ولو إلى آخر رمق؛ فإن الاستسلام من شأن الضعفاء، فقال حكمته المأثورة:

(وما يقال عن وجود نسخة خطية في المكتبة الفلانية نُسخت في سنة كذا لا يكفي، فدون إثبات ذلك خرط القتاد).

 

إخواني معشر العقلاء:

لا تلوموا هذا المسكين، فإنه اعتاد أن يعيش في قومٍ كذبة .. وأن يقرأ فيما يقرأ للكذبة .. وأن يروي عن الكذبة .. وأن يجد فيما ألفه علماؤه كتباً جمعت آلاف الكذبة من قومه ومن مذهبه ..

ويظن المسكين أن كل المسلمين كذبة وضاعون.. وأن كل المجتمعات يفشو فيها الكذب والتزوير على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأن كل المذاهب تستصغر أمر الكذب .. وأنه حتى العلماء والأخيار قد يكون فيهم كذبة مدلسون كابن بطة وابن كادش الكذابيْن وغيرهما من أئمته الذين لا يستبعد أن يكذبوا!

لذلك أدعوكم إخواني ألا تستغربوا من موقف الشيخ سعد الحميّد إذ وجد قوماً أطهاراً ألِفوا الصدق وشهد لهم مخالفوهم بذلك .. رفعتهم عقيدتهم عن مجرد التفكير في الكذب .. فكيف بارتكابه، بل كيف بانتحاله على أفضل الخلق أجمعين الصادق الأمين -صلى الله عليه وآله وسلم- أضيفوا إلى ذلك إذا داخل الحسد قلبه نحو قوم أكرمهم الله عز وجل بفضلٍ عميم وإحسان جسيم .. إذ كيف يظهر في قومٍ (مبتدعة) كتاب نقي في سنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-؟ وأما هو وأصحابه فرغم وجود (النقاد) لديهم ومحاولتهم الوصول إلى ذلك الشرف فإنه يكثر في كتبهم (المنقاة) و (المنقّحة): الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع من الأحاديث الموضوعة والضعيفة والواهية والمنكرة!!!!!

وهاهو صحيح البخاري أفضل الكتب عندهم تتكشف حقيقة أحاديثه ومواقف العلماء منها بين الفينة والفينة .. مع الدعـــــــوى العريضة:

"تــلــقتــــــه الأمـــــة بالقــبــــــول"

وقد بان أمر تلك الأمة التي تلقته بالقبول!

لا شك أن معاشر الوهابية سيجابهون هذا الكلام بما يناسب عقولهم الذكية وضمائرهم الحية وسيقولون: انظروا إلى أهل البدع كيف يقدحون في السنة وأئمة السنة ورموز الإسلام!!.

ونحن نعذرهم في ذلك، فإن التهم الباطلة وعدم التثبت من شأن الوهابية أصحاب الورع والنزاهة، ولكن أقول لهم: انظروا "الطوفان الجارف" فستجدون أن من قدح في أحاديث الشيخين هم جمهور المذاهب الأربعة ولم يزد شيخنا القنوبي -حفظه الله- على أن نقل نصوصهم وكلامهم من غير تعرض لبيان رأيه إلا في بعض الأحيان. ومع مناداة شيخنا القنوبي بأنه إنما يذكر كلام الأمة (التي تلقت الصحيحين بالقبول) يأتي حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام ليقولوا: إن الإباضية ينكرون السنة ويردون أحاديث الصحيحين التي تلقتها الأمة بالقبول!!

وأين الأمة التي تلقت تلك الأحاديث بالقبول؟!

مجرد شعارات اعتدنا عليها، وبان زيفها وخواؤها ..

 

أيها الفضلاء:

يقول سعد الحميّد:

"والدعاوى ما لم تقم عليها البينات أصحابها أدعياء ، ولست متعسِّفًا في كلامي هذا ، فهذا العصر يشهد دراسات ، ومراكز بحوث ، وجهات مختصَّة لمعرفة عمر الورق المستخدم، والحبر المكتوب به، ونوعية الخط ؛ إلى أي عصر تنتمي ، فإذا أزعج كلامي هذا الظافر ومن معه ، وكانوا طالبي حق، فليسألوا المختصين ، أحقًّا ما أقول أم لا؟"

 

انتهت الحِكَم الحُمَيْدية ..

يا شيخ سعد .. إنما نسأل المختصين إذا كنا جهلة أو كنا غير مختصين، فإذا كانت تلك المخطوطات قد أشرف عليها وعلى دراسة أحوالها من حيث الورق والحبر والخط ونحوها مختصون في المخطوطات، فلماذا نسأل؟!

نحن مقتنعون بما عندنا موقنون بصحة مبدئنا، وهذه الدراسات والمخطوطات تشهد لنا بذلك. (فإذا أزعج كلامي هذا سعد الحميّد ومن معه وكانوا طالبي حق فليسألوا المختصين أحق ما أقول أم لا)، فاذهب يا سعد الحميّد واقطع شكك باليقين، وابحث عن الحقيقة؛ وأما أن تجلس في بيتك وتقبع في ركن دارك، لتشكك في الحقائق ثم تنثني بلا مبالاة فهو عمل لا يليق بدعواك العلمية، وشهاداتك التي نلتها.

نعم، إن كنت طالب حق فعلاً فاذهب وابحث وتحقق، ثم تكلم؛ فإن توصلت إلى أنك مصيب هنالك يكون لقولك وزنه، ولكلامك حجته، وأما الآن فكلامك مجرد تخريص وظنون؛ لأنك تكلمت قبل أن تبحث وتتحقق، على نية ألا تبحث ولا تتحقق، فمتى إذن تصل إلى الحق والحقيقة، وقد جعلت من أوهامك مدخلاً للطعن في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والنيل من أشرف قوم وأصدق جماعة؛ أهل الحق والاستقامة والصدق والأمانة.

لك أن تتوقف عن الحكم على المسند بسبب عدم وصولك إلى نهاية المطاف، أما أن تصدر حكمك الآن فهو يناقض النزاهة والعدالة.

وعلى أية حال، فلستَ بأول رجل ظهر لنا بمثل هذه العقلية، وأظن أنكَ لستَ بآخر هذه السلسلة من عقلاء الوهابية.

 

يقول سعد الحميّد:

(ب - سند الكتاب من مرتبه الوارجلاني إلى مؤلفه الربيع بن حبيب ، وهذا الذي يعترف الإباضية بعدم وجوده ، ومع ذلك يدّعون هذه الدعوى العريضة :" أصح الكتب بعد كتاب الله " ! مع أن بين الوارجلاني والربيع بن حبيب أربعة قرون ، فسيكون بينهما قريب من سبعة رجال ، بل أكثر ، فمن هم ؟ وما حالهم؟

فإذا كان الحديث المرسل مردودًا عند جمهور المحدِّثين ، مع أن الساقط منه في كثير من الأحيان صحابي - والصحابة كلهم عدول -، ولكن لاحتمال أن يكون التابعي أخذ عن تابعي آخر - أو أكثر -، عن صحابي ؛ لذلك ردّه المحدِّثون ، علمًا بأن المجروحين من التابعين قليل ، فكيف بهذه المفاوز التي تنقطع فيها أعناق الْمَطِيّ؟)

 

يا سعد الحميّد:

كلامك له مصداقيته في حالتين:

الأولى: أن يكون الإمام أبو يعقوب كذاباً حاشاه عن ذلك.

الثانية: أن يكون أبو يعقوب أول من ذكر المسند ومن روى أحاديثه، ولا يعرف الإباضية شيئاً عن المسند إلا من خلال أبي يعقوب فحسب، فكيف والكتاب مشهور لدينا منذ مؤلفه الإمام الربيع إلى يومنا هذا، كما أن أحاديثه مروية في كتبنا التي ذكرتها لك وفي غيرها أيضاً. ومثل أبي يعقوب كمثل غيره ممن أتى بعد من مصنفي الكتب فروى منها سواء بإسناد أو بغير إسناد وقد عُرف الكتاب وعُرفت أحاديثه، هذا في حق رجلٍ عادي، فماذا تقول في مثل أبي يعقوب وهو ثقة إمام؟!.

 

هذا وقد كررت لك يا شيخ سعد القول بأن الشهرة تُغني عن السند إلى مؤلف الكتاب، ولكنك لا تفهم ولا تعي.

وبناءً على هذا وعلى إصرارك أن يكون لكل كتاب سند لا تفيده شهرته ولا تنفعه منزلته فإني -يا سعد الحميّد- أُعلن لك التحدي في أن تأتي لي ولأصحابي أهل الحق والاستقامة ولأصحابك الوهابية ولجميع القراء بسند صحيح ثابت لكل من:

-  مسند الإمام أحمد بن حنبل.

-  كتاب السنة لابنه عبدالله.

 

وها نحن بانتظار سندك الذهبي الذي تفتخر به، مع ترجمة لكل راوٍ بما يفيد توثيقه وضبطه.

وإياك أن تتهرب وتلوي الفكرة وتنتقل إلى موضوع آخر، أو تقول إننا نتناقش في مسند الإمام الربيع فما بال مسند الإمام أحمد وسند ابنه عبدالله؟! وإن كان بعض سفهاء الأحلام من صغار الطلبة عندكم ربما يقولون ذلك إرادة لنُصرة شيخهم وهرباً من المواجهة.

 

وإلى لقاء مع بقية مقال الشيخ سعد الثاني عشر بعون الله تعالى

 

الظافر بنصر الله سبحانه.

 

التعليقات

 
 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ( من هم الإباضية )