Follow @twitterapi
الردُّ الثالث للظافر على ردود الشيخ سعد الحميّد

الموضوع : الردُّ الثالث للظافر على ردود الشيخ سعد الحميّد

القسم : مناظرة الشيخ سعد الحميد والإباضي الظافر |   الزوار  : 4784

 

إخوتي الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطلعت على ما كتبه الشيخ سعد الحميِّد في رد رقم (8) الذي خرج فيه عن طوره، وسأتناول النقاط التي أثارها.

يقول سعد الحميِّد متسائلا متعجبا عن سبب ردي الأخير:

"ولست أدري ما الذي دفعه إلى العجلة، فلا هو بالذي التزم بما أخذ على نفسه من الانتظار حتى أفرغ من ردي، ولا هو بالذي كتب رده على إثر كل مقال أنشره"

يا سعد الحميِّد، أريدك أن تتعلم كيف تتكلم!

أريد منك أن تعرف كيف تكون دقيقا في عباراتك وكلماتك!

أريدك أن تعي ألفاظك التي تنطق بها وتكتبها ..

السبب الذي دفعني إلى الكتابة لا إلى العجلة بينته لك، وهو المنهج المنحرف الذي اعتمدته أنت، وهو عدم اعتماد غير كتب علمائك وأئمتك .. وهو منهج خاطئ عقيم، ولو حق لطائفة ألا تعتمد غير كتبها لكان أولاها الإباضية أهل الحق والاستقامة الذين اعترفتم بأنهم أصدق الناس لهجة ..

وأما قولك: "فلا هو بالذي التزم بما أخذ على نفسه من الانتظار حتى أفرغ من ردي" فهات لي وللقراء من كلامي ذلك الالتزام الذي نسبته إلي!

عبارتي بالحرف في المقال المعنون بحوار الظـــــــــــافر لسعد الحميد (2)

"بعد إعداد هذا المقال اطلعت على الرد الثالث لسعد الحميد المخصوص بالإمام الربيع، وبقدر ما سعدت بالكلام العلمي فيه بقدر ما أسفت على تضاؤل روح الحوار، فإن من المفترض أن لا ننتقل من قضية حتى ننتهي منها. وبناء على هذا فلي حق الإمساك عن الرد حتى تكتمل ردود الشيخ سعد الحميد ثم أجيب عليها نقطة نقطة. على أنه إذا تمادى في أسلوب بتر الحوار فإن لغتي ستختلف تماما".

فالإمساك عن الرّد ليس شرطا بيني وبينك ولا اشتراطا مني على نفسي، وإنما هو حق أمتلكه، فلي الإمساك ولي الرد متى شئت.

وقولك: "ولا هو بالذي كتب رده على إثر كل مقال أنشره"

ما أعجب أمرك يا سعد الحميِّد!!!

لما بدأت ردودك رددت عليك الأول والثاني فلم تعبأ بهما، فهل فاجأك هذا الرد؟!

أم كدّر عليك صفو مسيرك؟!

أم حطّم فكرة تبني عليها؟!

أم هدّم أساس بنيانك؟!

يقول سعد الحميِّد عني:

"لغة الحوار التي يكتب بها والتي سبق أن أشرت إلى ما فيها من سوء الأدب"

ما كان أحراك ألا تقولها يا سعد الحميِّد!

وأكِلُ أمرك فيها إلى الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك فإنني لا أجرؤ أن أقولها في حقك ...

ولكني يا سعد الحميِّد أريد أن أنبهكَ إلى بعض عباراتك المهذبة مع الإباضية، وقد ذكرتُ لك بعضها في رد السابق تقول:

ـ "هذا الكتاب لا شك في أنه موضوع مكذوب، وليس هذا فحسب بل إنه وضع في هذه الأعصار المتأخرة"

ـ "والسبب أن الوضاعين لم يجرؤوا على ما اجترأ عليه هؤلاء الذين كان أهل السنة يروون عن أسلافهم لأنهم لا يكذبون، أما هؤلاء الإباضية فقد جمعوا كذب أسلافهم خلال أكثر من ألف عام فصبّوه في هذا المسند الذي لا يشك من له أدنى إلمام بعلم الحديث بأنه أتفه من أن يذكر، ولا يسوى مداد حرف من حروفه"

استمع يا سعد!

"أتفه من أن يذكر ولا يسوى مداد حرف من حروفه"

أجل، لأن حروفه هي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لقد جعلت الإباضية أحط مرتبة من الوضاعين .. فما أحسن هذا الاحترام الجم لديك ..

ولكنك لا تشعر ولا تحس..

يا سعد الحميِّد، إن ردّي الأخير أيقظ ضميرك من غفلته، وأرجو أن يؤرثك إحساسا حيّاً وشعوراً متيقظاً.

ـ وأما قولك: "وهذه لا ينتهجها إلا ضعيف الحجة .... الخ"

فهو حق لو كان الأمر كما تقول، ولكني ناقشتك في فكرة بنيت عليها كل بنيانك فعجزت أن تناقشني فيها، ولم تجد إلا أن تلجأ إلى السباب واتهامي بسوء الأدب – عافاك الله.

إن فكرتك الباطلة التي لا يقرّها لك حتى علماؤك ... هي عدم الاعتماد إلا على مؤلفات علمائكم وأصحابكم، وقد بيّنتُ لك ما تقتضيها هذه الفكرة، فهل حرتَ جواباً فيها؟!! كلا ..

ـ وأما قولك: "من يقرأ مقالاتي يرى الاهتمام فيها بالمسائل العلمية والبعد عن المهاترات"

يا شيخ سعد، إنما أردُّ عليك بشتى الوسائل المشروعة، ولك أن تتمعّن في ردودي الأربعة الأولى ..

ـ وقولك: "ففاجأنا بردِّه هذا الدَّال على نفسية متشنجة" كما هو حال ردك الثامن، فقد تشنجت أنت فيه إلى درجة قولتك المهذبة: "سوء الأدب".

ـ وأما قولك: "وبخاصة أن الظافر الآن يمثل رأس الحربة في الدفاع عن طائفته، والمفترض في مثل من هذه مكانته أن يكون حسن التعامل يمثل القدوة الحسنة ....." الخ

أنا لا أمثل رأس الحربة، إنما أنا رجل أدافع عن حقي وحقوق أصحابي، وكلنا نحاول – بعون الله – أن نبرز للناس ما لدينا من الحق والهدى، وأما حسن التعامل فهو منهجنا مع الناس، إلا إذا تطاول المرء علينا فلا يلومن إلا نفسه ... وقصتك معنا خير مثال لذلك، فقد طلعت علينا بنفسٍ متعجرفةٍ تسفِّه وتكذّب، فرددنا عليك بما يناسبك ... ثم عدت بأسلوب لين، فلِنّا معك، ثم انحرفت فعالجناك.

وأما قولك:

"إذا كان مقصد الظافر من رده هذا قطع طريق هذه المقالات.."

لا يا سعد الحميِّد، ليس ذلك قصدي، لأنني لا أملك ذلك من ناحية، ولأنني لا أريد من ناحية ثانية...

ولكنني أقول لك: إن مقالاتي وردودي ستمضي بإذن الله وعونه وتوفيقه وسوف تعلم يا سعد الحميِّد في يوم من الأيام: من هم الإباضية.

ـ قولك: "كما أن بإمكانه الاستعانة بمن يرى فيه القدرة من علماء طائفته ... الخ"

هذا الكلام يعكس نفسيتك يا سعد الحميِّد، حيث ترى أن الإباضية كلهم دونك بما فيهم علماؤهم .. أليس هذا في العيان نوعا من الهذيان؟!

ـ وأما مسألة النفاثية، فإن تشكيك الشيخ علي يحيى معمّر إنما هو في مسألة بعينها، وهي ما نسب إليه من قوله: "إن الله هو الدهر"

فالفارق من ثلاث نواح:

1-  أن الكتاب المنسوب إلى نفاث: ليس له أية شهرة ولا يُعرف ما فيه ولم يُطلع عليه، وليس هناك نُقولٌ منه في أي كتاب، فهل مسند الإمام الربيع كهذا الكتاب؟

2-  أن هدف الشيخ علي يحيى معمر هو تخفيف الفجوة بين هذه الفرقة المنشقة وبين غيرها. وأما هدفك أنت فهو تعميق هوّة الخلاف بين الإباضية وغيرهم.

3-  أن الشيخ علي يحيى معمر لم يلغ نفّاثا من على الوجود، يقول: "وأعتقد أن إلغاء هذه المقالة من المقالات المنسوبة إليه أقرب من إثباتها عليه"

هكذا بكل احترام، وبألفاظ محتملة: "أعتقد" أي أظن، كما هو الاستعمال السائد ... "أقرب" ..

ولم يقل: مكذوب، موضوع، ندين لله تعالى ....

قصة أهل النهروان مع الإمام علي:

تقول فيها: "فقلب متأخرو الإباضية الحادثة وزعموا أن ابن عباس هو الذي خُصم، وأنه تراجع عن مناصرة علي واعتزاله في كلام طويل تجده في الكشف والبيان للقلهاتي"

سبحان الله!

1-  لماذا يكون الإباضية هم الذين قلبوا الحادثة، ولماذا لم تقلبوها أنتم؟

2-  الرواية عن ابن عباس وعدم خصمه لأهل النهروان لم يروها متأخرو الإباضية، بل رواها متقدموهم، كما رواها غير الإباضية:

الطبراني في تاريخه، وابن أبي شيبة في "المصنف"، والبلاذري في "أنساب الأشراف" واليعقوبي في تاريخه.

(انظر: الخوارج والحقيقة الغائبة ص 41)؛ وبإمكانك الحصول على نسخة من هذا الكتاب من موقع: www.islamia.net

 

وأما رواية النسائي وغيره لها ففي متنها ما يمنع من قبول سندها، ومن ذلك:

قول ابن عباس: "أتسبون أمكم عائشة أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها"

وهذا الكلام إنما قيل في موقعة الجَمَل فلا علاقة له بالنهروان ..

وتشكيك الشيخ علي يحيى معمر في هذه الحادثة لبراهين ناصعة وأدلة لامعة يا سعد الحميِّد، ورغم ذلك، فلم يقل الشيخ علي يحيى معمر:

"كتاب النسائي لا شك أنه موضوع مكذوب"

أفهمت يا سعد الحميِّد، الفرق بين منهجنا ومنهجكم ... منهجنا القويم ومنهجكم السقيم!

ـ وأما التطاول على صحيح البخاري، فهو ليس تطاولا بل هو حق من حقوق البخاري وحق كل مسلم أن يبين له الحق، على أنك – يا سعد الحميِّد – لم تقرأ كتاب "الطوفان" للمحدث الكبير العلامة الشيخ القنوبي حفظه الله تعالى، لترى من تكلم في أحاديث البخاري، ورغم كل ذلك فإننا نجل البخاري ونحترم كتابه ... ولم نقل:

"كتاب البخاري لا شك أنه موضوع مكذوب"، لأن منهجك العقيم يبيح لنا ذلك، فإن البخاري لم يذكر في كتبنا إلا في الأعصار المتأخرة، وهل يعقل– يا سعد الحميِّد– أن يكون صحيح البخاري ألف في القرن الثالث ولا تذكره كل كتب الإباضية طوال قرون مديدة ... إذن فهو كتاب مكذوب كذبه أهل السنة لنصرة باطلهم، فالكتاب موضوع مكذوب، علاوة على أن البخاري لم تلده أرحام النساء.

هذه هي طريقة سعد الحميِّد الرائدة الرائعة "والتي ظن بأنها معجزة القرن".

وقولك: "فرواية مسند الربيع بن حبيب هذه أسقط منها ذكر قصة قتل علي للخوارج يوم النهر، لأن الإباضية يرون القتلى "خيار من على وجه الأرض" كما يقول الشماخي في سيره (1/15) فهم عندهم خير من جميع الصحابة الموجودين في ذلك العصر، وفيهم باقي العشرة المبشرين بالجنة، ورواية البخاري تدل على خلاف ما يراه الاباضية"

انتهى كلام علامة الحديث ....

 

أولا: الربيع لم يتفرد بهذه الرواية، بل رواها البخاري بنفسه ومن طريق أبي سعيد الخدري أيضا، ولكن الهوى يعمي ويصم.

ثانيا: أنت لا تعرف الفرق بين أهل النهروان والخوارج ... فاقرأ أكثر لتعرف الفرق.

ثالثا: أتحداك أن تذكر لي أسماء باقي العشرة الموجودين في صف الإمام علي غيره ... بل أتحداك أن تذكر بسند صحيح أسماء عشرة صحابة كانوا في صف الإمام علي .. وكيف يكون معه الصحابة وهو يخطب فيهم بقوله: "يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال".

رابعا: أما الزيادة الموجودة في البخاري وغيره في قصة قتل أهل النهر فراجع كتاب "الخوارج والحقيقة الغائبة" ص 269 – 316

وأما نص كلام الشيخ سالم بن حمد الحارثي في كتاب "العقود الفضية" فهو كلام الإمام السالمي رحمه الله تعالى في شرحه لحديث المروق.

وقد تعاميت يا سعد الحميِّد عن الاحترام الجم والأدب الرفيع للإمام السالمي مع البخاري لتقلب كلامه رأسا على عقب، فعلى حين يقول الإمام نور الدين السالمي:

"ونحن ننزه البخاري عن الكذب ولكنه يأخذ عن أهل الأهواء كالشيعة والمرجئة ثقة بهم، وإن لهم أهواء لا يؤمنون معها عل نقل يخالف ما هم فيه"

 

تقول أنت بأن هذه العبارة "تدل على عدم الثقة بأحاديث البخاري جميعها .."

ما شاء الله!

يقول الإمام السالمي:

"ونحن ننزه البخاري عن الكذب"

ويقول الإمام سعد الحميِّد:

"أما هؤلاء الإباضية فقد جمعوا كذب أسلافهم خلال أكثر من ألف عام"

يأخذ الإمام السالمي بأحاديث البخاري ويحتج بها ويعتمد عليها ..

أما الإمام سعد الحميِّد فيقول عن المسند:

"هذا الكتاب لا شك في أنه موضوع مكذوب"

 

وأما عدم احتجاج الإمام نور الدين ببعض أحاديث المسند فشأنه شأن غيره من عشرات بل مئات علماء المذاهب الأربعة وغيرهم في تضعيف ورد وتكذيب بعض أحاديث البخاري وغيره.

يا سعد الحميِّد:

لا زالت معرفتك بالمسند ضعيفة، لأن المسند يشكل الجزء الأول والثاني فقط من كتاب الترتيب.

وأما الأحاديث التي مثلت بها فهي ليست من المسند، وراجع ما شئت من الكتب حول هذا الموضوع، على أن أية نسخة للمسند قد بين فيها هذا الأمر في تنبيهات الإمام السالمي، ومثلك لا يخفى عليه ذلك، فراجع معلوماتك قبل أن تتورط.

وعليه فرواية الربيع عن بشر بن غياث المريسي والحارث الهمداني كرواية البخاري عن بعض الضعفاء والمبتدعة والكذبة في مثل (الأدب المـــفرد).

على أن في صحيح البخاري من رمي بالكذب أيضا.

ورغم ذلك لم نقل:

"صحيح البخاري لا شك أنه موضوع مكذوب"

ولم نقل:

"البخاري لم تلده أرحام النساء"

وأما قولك:

"هذا، مع أن البخاري لم ينفرد بالحديث بل أخرجه مسلم كذلك، فهل قدر مسلم عند الحارثي كقدر البخاري!!"

الجواب:

طبعا لا، لأن قدر مسلم عندكم ليس كقدر البخاري.

 

وأما قولك:

"ثم من حيث الصناعة الحديثية مداره على محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ويرويه عن أبي سلمة بن عبدالله بن عوف وأبو سلمة يرويه عن أبي سعيد الخدري، والزهري وأبو سلمة إمامان ثقتان مشهوران، لم يوصف أحد منهما ببدعة لا تشيع ولا إرجاء ولا غيرهما بل إذا طعن في الزهري فعلى السنة السلام"

يا سعد الحميِّد:

الطعن في حديث الزهري ليس شرطاً أن يكون طعناُ في الزهري، وذلك لما يعتري الحافظ من ذهول ونسيان وخطأ وغير ذلك مما قرره أئمة فن الحديث، ورغم ما وجدته عن الزهري وما قيل فيه فإنه ليس عندي من الدلائل الكافية ما يقدح في رواية الزهري.

وورود تلك الزيادة من طريق جمع من أصحاب الزهري يؤيد ثبوتها عنه، وإن قيل في رواية بعضهم عن الزهري ما قيل، لكنها يعضد بعضها بعضا، لا سيما أن فيها القوي.

وبيان ذلك أن في رواية الأوزاعي ويونس بن يزيد عن الزهري شيئا .

أما محمد بن إبراهيم التيمي فلم يروها عن الزهري وإنما شارك الزهري في رواية حديث المروق عن أبي سلمة بدون تلك الزيادة المشار إليها، فتنبه لذلك .

وطعن أصحابنا في تلك الزيادة ليس لأجل الزهري نفسه، وإنما لأدلة خارجية أخرى يحكم بها على هذه الزيادة بالشذوذ والتفرد، لأنها لم ترد من طريق أبي سعيد – بسند صحيح – إلا من رواية الزهري عن أبي سلمة عنه رضي الله عنه. ولمزيد من التفصيل انظر: الخوارج والحقيقة الغائبة ص 304 وما بعدها.

 

يا شيخ سعد :

ومع ذلك فلم نقل في يوم من الأيام :

"صحيح البخاري كتاب مكذوب وضعه علماء المذاهب الأربعة لنصرة باطلهم" كما في أول عباراتك الرائعة عنا، وإنما نقدنا – كغيرنا من علمائكم – بعض أحاديثه .. وهذا غاية الإنصاف وقمة الاحترام.

 

وإلى لقاء قريب بتوفيق الله تعالى،

 

الظافــــــــر بعون الله

 

التعليقات

 
 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ( من هم الإباضية )