Follow @twitterapi
الردُّ الثاني للظافر على ردود الشيخ سعد الحميّد

الموضوع : الردُّ الثاني للظافر على ردود الشيخ سعد الحميّد

القسم : مناظرة الشيخ سعد الحميد والإباضي الظافر |   الزوار  : 5098

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها الإخوة الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا زلنا مع منهج الشيخ سعد الحميّد الذي ألغى بسببه علمه ونسي لأجله ضميره؛ ولنأت إلى ما جرى بيني وبينه من بداية الأمر.

نشر المدعو سليل المجد منذ زمن بعيد مقال الشيخ سعد الحميّد الذي حكم فيه بأن المسند مكذوب والشخصيات الثلاث مكذوبة..

وأترك القارئ يقرأ مقاله ويتمعّن فيه ويفهمه ويهضمه، ولكن أعطف عنايته إلى بعض الجمل والفقرات المهمة. فخذوا هذه الجمل الذهبية من كلامه:

1-  "هذا الكتاب لا شك في أنه موضوع مكذوب".

2-  "وليس هذا فقط، بل إنه وُضع في هذه الأعصار المتأخرة".

3-  "لا يوجد للكتاب أصل مخطوط موثوق".

4-  "الربيع بن حبيب الفراهيدي شخصية لا وجود لها في التاريخ ولم تلدها أرحام النساء، وإنما نسجها خيال الإباضية لنصر باطلهم".

5-  "ونحن بدورنا نسألهم فنقول أنى لكم هذا؟ ومن أين أخذتموه؟".

6-  "أعطونا مرجعاً من المراجع القديمة المعروفة قبل سنة 1000 للهجرة سواء كان ذلك المرجع لأهل السنة أو للإباضية أو للرافضة أو لليهود أو للنصارى أو لغيرهم".

7-  "أما المراجع الحديثة كالأعلام للزركلي أو معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة، أو نحوها فهي تؤكد على أن هذه الشخصية اختُلِقت مؤخراً وهي إنما تلقت هذه المعلومات في إباضية هذا العصر".

8-  "شيخ الربيع في كثير من المواضع في هذا الكتاب هو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي بالولاء، الذي يزعمون أنه تزعم الحركة الإباضية بعد جابر بن زيد ، وتوفي في عهد أبي جعفر المنصور سنة 158هـ .وهذا أيضاً لا توجد له ترجمة، ونقول عنه كما قلنا عن الربيع بن حبيب".

وأستأذن القارئ في ترجمة كلام العلامة سعد الحميّد حين يقول: (ونقول عنه كما قلنا عن الربيع بن حبيب)

والمعنى: أبوعبيدة مسلم بن أبي كريمة شخصية لا وجود لها في التاريخ ، ولم تلدها أرحام النساء ، وإنما نسجها خيال الإباضية لنصرة باطلهم.

9-  مرتب الكتاب هو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني، وهو- كما يزعمون- متأخر في القرن السادس، وما قلناه عن الربيع وشيخه نقوله عن هذا أيضاً ، لأنه لا توجد له ترجمة في كتب الرجال التي عنيت بترجمة أهل ذلك العصر كالتكملة لوفيات النقلة ، أو سير أعلام النبلاء ، أو تاريخ الإسلام ، أو غيرها ، فجميع هذه الشخصيات التي لها علاقة مباشرة بالكتاب شخصيات مجهولة ندين الله عز وجل بأنها لم تنفخ فيها روح، ولم تطأ على أرض".

10-  "هذا مع أن الكتاب ترد فيه أحياناً أسماء لشيوخ الربيع بن حبيب وغيرهم ، وهم مجاهيل أيضاً لا يُعرفون ، والكلام عنهم كالكلام عن الربيع وشيخه. والكتاب بجملته إنما وضع لنصرة الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة ونفي الشفاعة ونفي الرؤية ونفي كثير من الصفات إن لم تكن كلها ، وغير ذلك مما تضمنه مذهبهم الباطل ، ويحاولون الاستدلال على ذلك بالسنة المكذوبة بعد أن عجزوا عن القرآن، وصنعوا ما لم تصنعه طائفة غيرهم حين اختلقوا هذه الأحاديث في هذه الأعصار المتأخرة".

 

هذه هي عباراته الذهبية في أول مقال له.

 

ولعلنا نلاحظ أن أول كلماته التكذيب للإباضية وتسفيه مذهبهم .. وقد رددت عليه بأربعة ردود، ومن شاء أن يقرأها أو يعيد قراءتها ويتمعن في ما كتبته فليرجع إليها.

 

ثم مضت فترة بعد هذه الردود إلى أن طالعنا يوم من الأيام ردّ الشيخ سعد الحميّد.

 

وابتدأ الحديث على أن يكون حواراً بين الطرفين، ثم رأيت سعد الحميّد، لا يبالي بما أكتب فتوقفت حتى يُكمِلَ ردوده، كما كتب بعض أتباع الوهابية رغبة سعد الحميّد أن يُكمل هو ردوده أولاً.

فكان منه الرد الأول والثاني، ومني الرد الأول والثاني. ثم توقفت وواصل هو حتى الرد السابع الذي كان غاية العلم وتاج الفهم لديه، إذ طالعنا بفكرةٍ وهابيةٍ مجرّدةٍ من أية موضوعيةٍ نسف فيها بكل علمهِ وفكره، متمماً بذلك فكرته السابقة التي أرشدت إلى حذف ثلاثة أئمة إباضية، وشطب مسند الإمام الربيع ليقول هنا: إن مئات الكتب التي ألفها الإباضية قبل الألف كتبٌ مكذوبة لأنها لم تُذكر في كشف الظنون لحاجي خليفة.

 

وأعود فأقول:

إن أول رد لسعد الحميد ينبئ عن بعض التفتح في الحوار الوهابي إذ قال فيه: (وعلمت من خلال الرد أن هناك من أدخل هذه الكتابة على موقعهم - بقصد الاحتساب فيما يظهر -، ولقب نفسه بـ"سليل المجد"، وكان بودّي لو استأذنني قبل نشره لهذه الكتابة أدبًا أولاً ، ثم قد يكون لدي زيادة أو تعديل فيما كنت كتبت ثانيًا).

فكنا نتوقع أن يكون للكلمة وزن عند سعد الحميّد، وكنا نتوقع أن تكون هذه العبارة رجوعاً منه إلى بعض ما رآه حقاً.

ورغم أني طلبت منه تحديد موقفه مما سبق أن كتبه في أول رد، لاسيما وقد عاتب سليل المجد بحجة أنه قد يكون لديه زيادة أو تعديل، ولكن ما هي النتيجة يا ترى؟!!

النتيجة المذهلة: أبو عبيدة والربيع وأبو يعقوب لم تلدهم أرحام المساء.

وادعى سعد الحميّد أن الحجة القوية في ذلك أن كتبهم لم تذكرهم.

إذن فالقاعدة:

المذكور في كتب القوم .. ولدتهم أرحام النساء.

غير المذكور في كتب القوم .. لم تلدهم أرحام النساء.

أتذكر يا سعد الحميّد قولك: (أعطونا مرجعاً من المراجع القديمة المعروفة قبل سنة 1000 للهجرة سواء كان ذلك المرجع لأهل السنة أو للإباضية أو للرافضة أو لليهود أو للنصارى أو لغيرهم).

أعطيناك العلل للإمام أحمد ، فماذا قلت؟!

نقلت القدح في الهيثم بن عبد الغفار الذي يروي عن الربيع، وقلت إنه كذاب، ونسيت أن مجرّد ذكره في العلل للإمام أحمد وغيره يقدح في مصداقية عبارتك السابقة .. ليكن الهيثم كذاباً لكنه مسلم تنطبق عليه عبارتك .. ثم إن كونه كذاباً لا يؤثر في صحة المسألة لسببين:

1-  أن الهيثم وإن كان كذاباً لكنه صدق هنا، إذ لا يعقل أبداً أن يختلق الهيثم ما يلي:

ـ شخصية الربيع بن حبيب

ـ الذي يروي عن ضمام

ـ وضمام يروي عن جابر بن زيد

 

ثم يكون ذلك صحيحاً تمام الصحة عند الإباضية، كيف يختلق الإنسان شيئاً ثم يظهر حقيقةً في الواقع.

2-  أن كتب الإباضية تؤيد ما قاله الهيثم في هذه النقطة، وهي رواية الربيع عن ضمام عن جابر، ونقول هنا عن الهيثم: "صدق وهو كذوب".

 

أما أبو عبيدة فنقول عنه كما قلنا عن الربيع.

وحين وصلنا إلى هنا نجد سعد الحميّد يطلع علينا بفكرة وهابية مضحكة:

الربيع وأبو عبيدة وإن ذكرتهما كتب الإباضية فالمسألة بسيطة للغاية، وهي أنها كتب مكذوبة، لأن حاجي خليفة لم يذكرها في كشف الظنون ، وانتهت القضية.

أنسيت يا سعد الحميد كلمتك :

(أعطونا مرجعاً من المراجع القديمة المعروفة قبل سنة 1000 للهجرة سواء كان ذلك المرجع لأهل السنة أو للإباضية )

فلما أعطيناك أنكرت الكل، فأين أمانة الكلمة يا سعد الحميد ؟!

إنه ليس للكلمة عندك وزن ولا قيمة ولا أمانة !

ـ أما كتب الرافضة وتعني الشيعة فذكرت لك كتاب الناصر الزيدي لكنك ضربت به عرض الحائط.

ـ أما كتب اليهود والنصارى فنحن لا نشرف أن نُذكر فيها، ونحمد الله عز وجل على ألا علاقة بيننا وبينهم.

يا سعد الحميد، أنت أعلم من سيُذكر في كتبهم: الإباضية أم شيوخ الوهابية!

يا سعد الحميد:

لنفترض أن ما تقوله صحيح من حيث عدم صحة ذكر الربيع وأبي عبيدة وأبي يعقوب، لكن بأي شيء جعلت ذلك ديناَ وعقيدة حين تقول:

(فجميع هذه الشخصيات التي لها علاقة مباشرة بالكتاب شخصيات مجهولة ندين الله عز وجل بأنها لم تنفخ فيها روح، ولم تطأ على أرض).

ـ وأما أن المسند مكذوب لنصرة المذهب الإباضي فهو كلام الحمقى من البشر، وليتها خرجت من غيرك يا سعد. أتحداك يا شيخ سعد أن تكون الأحاديث التي تفرد بها الإباضية في المسند - وهي قليلة جداً - تُشكِّل مذهباً مستقلاً قائماً بذاته، على أنها في مجال الفقه الفرعي، وأما العقيدة فأدلة الإباضية فيها من القرآن والأحاديث التي رواها البخاري وغيره.

ـ وأما أن الإباضية كَذَبَة فهو كلام الحسّاد من الوهابية، ليت فيكم يا سعد الحميّد ويا معاشر الوهابية أجمعين أناساً صادقين كالإباضية.

أيها الاخوة الكرام، يقول سعد الحميّد الأستاذ الأكاديمي:

(أما هؤلاء الإباضية فقد جمعوا كذب أسلافهم خلال أكثر من ألف عام فصبّوه في هذا المسند الذي لا يشك من له أدنى إلمام بعلم الحديث بأنه أتفه من أن يذكر، ولا يسوى مداد حرف من حروفه).

ويقول ابن تيمية في الإباضية الذين يشملهم لفظ الخوارج عنده: "لا يعرف فيهم من يكذب" (التفسير الكبير) ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، جـ1 ص124، ويقول: (ليسوا ممن يتعمدون الكذب، بل هم معروفون بالصدق حتى يقال إن حديثهم من أصح الحديث) (منهاج السنة) ط2، القاهرة مكتبة ابن تيمية، جـ1 ص31.

ويقول: (ومع هذا فما نقدر أن نرميهم بالكذب، لأننا جربناهم فوجدناهم يتحرون الصدق لهم وعليهم). المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ط3، الرياض، الرئاسة العامة للإفتاء ص505.

ويقول أبو داود: (ليس في أصحاب الأهواء أصح حديثاً من الخوارج) الكفاية للخطيب البغدادي ط2، القاهرة، دار التراث العربي، ص130.

ويقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه "السنة ومكانتها في التشريع" ص82، 83: (لم أعثر على حديث وضعه خارجي، وبحثت كثيراً في كتب الموضوعات فلم أعثر على خارجي عد من الكذابين والوضّاعين).

ثم قال:

(لقد حاولت أن أعثر على دليل علمي يؤيد نسبة الوضع إلى الخوارج، ولكني رأيت الأدلة العلمية علىالعكس، تنفي عنهم هذه التهمة، فقد كان الخوارج كما ذكرنا يكفــرون مرتكب الكبيرة أو مرتكب الذنوب مطلقاً، والكذب كبيرة فكيف إذا كان على رســول الله صلى الله عليه وسلم؟! يقول المبرد: "والخوارج في جميع أصنافها تبرأ من الكاذب ومن ذوي المعصية الظاهرة" وكانوا في جمهرتهم عرباً أقحاحاً فلم يكن وسطهم بالوسط الذي يقبل الدسائس من الزنادقة والشعوبيين كما وقع ذلك للرافضة، وكانوا في العبادة على حظ عظيم شجعاناً صرحاء لا يجاملون ولا يلجأون إلى التقية كما يفعل الشيعة، وقوم هذه صفاتهم يبعد جداً أن يقع منهم الكذب، ولو كانوا يستحلون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستحلوا الكذب على من دونه من الخلفاء والأمراء والطغاة كزياد والحجاج، وكل ما بين أيدينا من النصوص التاريخية يدل دلالة قاطعة على أنهم واجهوا الحكام والخلفاء والأمراء بمنتهى الصراحة والصدق، فلماذا يكذبون بعد ذلك؟! على أني أعود فأقول: إن من المهم عندنا أن نلمــس دليــلاً محسوســاً يـدل علــى أنهـم ممـــن وضعــوا الحـديث، وهـــذا مــا لـم أعثـر عليه حتى الآن).

ويقول الدكتور محمد عجاج الخطيب في كتابه السنة قبل التدوين، بيروت دار الفكر، ص204، 205:

(لم نعثر في المراجع القريبة منا على ما يدل على وضع الخوارج للحديث أو على اعتمادهم على ذلك لدعم موقفهم وإثبات دعواهم، اللهم إلا ما ذكر عن ابن لهيعة قال: سمعت شيخاً من الخوارج تاب ورجع وهو يقول: "إن هذه الأحاديث دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرناه حديثاً" وما رواه عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم قال: "قال لي رجل من الخوارج: إن هذا الحديث دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، إنا كنا إذا هوينا أمراً جعلناه في حديث" وما رواه السيوطي: "روي عن شيخ خارجي أنه قال: إن هذه الأحاديث دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرناه حديثاً" هذه أخبار ثلاثة بمعنى واحد، وطرق مختلفة، تدل على وضع الخوارج للحديث إلا أننا لم نجد دليلاً يثبت عليهم هذا بين الأحاديث الموضوعة، وربما كان عدم كذبهم هذا لاعتقادهم أن مرتكب الكبيرة كافر، والكذب من الكبائر، وهناك أدلة كثيرة على أنهم أصدق من نقل الحديث).

ثم قال:

(لا بد لنا بعد هذا من مخرج لما روي عنهم من الكذب، فالأخبار الأولى تدل على وقوع الوضع منهم باعتراف أحد شيوخهم، إلا أننا لم نعرف هذا الشيخ، وقد روى الخطيب عن حماد بن سلمة نحو حديث ابن لهيعة عن (شيخ من الرافضة) في نفس الصفحة التي روى فيها خبر ابن لهيعة فيمكن أن يحمل على أنه خطأ من الكاتب أو الراوي، وإذا فرضنا أنه خطأ فما موقفنا من الخبرين الآخرين اللذين لا سبيل إلى تسرب الخطأ إليهما؟، إلا أن الأخبار التي تدل على صدقهم تعارض هذه الروايات، والبحث لا يؤدي إلى دليل يدين الخوارج بالوضع فلا بد من حمل تلك الأخبار على وهم الراوي أن الشيخ خارجي وهو ليس كذلك، وأرجح من هذا أن الخبرين ضعيفان لجهالة الشيخ).

وخبر الشيخ الخارجي هذا تتبع الدكتور عمر فلاتة طرقه وأسانيده وأطال البحث فيه ثم قال في كتابه "الوضع في الحديث" دمشق، مكتبة الغزالي، ص235- 237:

(فقد ترجح لدي - والله أعلم - من رواية ابن لهيعة حيث قال: "سمعت شيخاً من أهل البدع تاب ورجع وهو يقول... إلخ" أن من صرح بأن الشيخ من الخوارج فقد روى ذلك حسب المعنى الذي فهم، وعلى ذلك فأثر ابن لهيعة لا يصلح أن يكون دليلاً على أن الخوارج وضعوا الحديث أو كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، على أنه قد جاء ما يعارض هذه الرواية وأن الشيخ الذي أقر بالكذب والوضع كان من الرافضة، قال الخطيب: "أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزار، قال: حدثنا يزيد بن إسماعيل الخلال، حدثنا أبو عوف البزوري، قال: حدثنا عبدالله بن أمية قال: حدثني حماد بن سلمة قال: حدثني شيخ لهم يعني الرافضة قال: كنا إذا اجتمعنا استحسنا شيئاً جعلناه حديثاً" فهذه الرواية صرحت بأن الشيخ التائب من الرافضة وهي معارضة للروايات السابقة).

ثمّ قال الدكتور عمر فلاتة:

(والذي يظهر لي والله أعلم أن الخوارج لم يكن لهم أثر في وضع الحديث:

- إذا أمعنا النظر في الكتب المؤلفة لجمع الأحاديث الموضوعة والتي تناولت كل الجزئيات التي تطرق إليها الوضع بما في ذلك أحاديث الفرق والمذاهب التي وضعت تأييداً أو انتصاراً لتلك المذاهب، فإنا لا نرى لآراء الخوارج التي بنوا عليها مذهبهم ذكراً في تلك المؤلفات مما يدل على أن الخوارج لم يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي لا شك شهادة تثبت أن الخوارج لم يسلكوا هذا السبيل انتصاراً لمذهبهم أو للدعوة إلى آرائهم، وإذا ثبتت براءتهم فيما انفردوا به مع إعوازهم إلى الانتصار والتأييد، فإن تبرئتهم فيما شاركوا فيه غيرهم أولى وألزم.

- أن من أصول الخوارج أن مرتكب الكبيرة من الذنب كافر، والكذب عندهم من الكبائر ولذا فهم يكفرون الكاذب.

- شهادة جماعة من أئمة الحديث وعلماء الأمة بصدق الخوارج وترفعهم عن الكذب وصحة حديثهم مع مخالفتهم لهم، والحق ما شهدت به الأعداء، وقد اختص الخوارج عامة بهذه الميزة بخلاف غيرهم من الطوائف).

وانظر رواية الحديث عند الإباضية لصالح البوسعيدي من ص165- 170.

هذا ما قاله العلماء والباحثون، وليحكِّم سعد الحميّد عقله وضميره وعلمه.

وختاماً لعلّ رجلاً صغير العقل ضعيف الحلم يأتي فيقول: انظروا، الظافر يُثبت أن الإباضية من الخوارج!!

وببساطة نحن لسنا من الخوارج، ولكن هؤلاء العلماء والباحثين يرون أن الإباضية من الخوارج.

أيها الاخوة الأعزة، هذه ليست ردوداً على كلِّ ما كتبه سعد الحميّد، ولكنها بداية للانطلاقة في الموضوع، وبيان للمنهج الرائع الرائد للعلامة الجليل سعد الحميّد، وإلى لقاء عاجلٍ بعون الله وتوفيقه.

الظافــر بنصر الله

 

التعليقات

 
 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ( من هم الإباضية )